|
الطائف - عليان آل سعدان:
عبَّر كثيرٌ من المتداولين والمهتمين بسوق الأسهم عن قلقهم من الخوض والاندفاع في شراء الأسهم بمجرد طرحها. وقالوا: رغم الضرر الذي أصابنا بسبب الأزمة العالمية إلا أننا لم نستفد مما حدث، خرج البعض من السوق بخسائر مادية كبيرة، واتجه إلى أسواق أخرى ليعوّض خسارته، وآخرون عادوا يراقبون السوق بحذر شديد ويدققون بشكل جيد في التعريف بالشركات، التي تقوم بطرح أسهم للاستثمار، والتأكد من وجودها على أرض الواقع، لدرجة أن البعض منهم يقوم بمتابعة للشركات المساهمين فيها من باب الاطمئنان على رؤوس أموالهم.
سعيد باقادر رجل يمتلك خبرة في سوق المال، وعمل مديراً لعدد من فروع البنك الأهلي، منها الطائف على مدى 30 عاماً، يقول: سوق الأسهم يمثل جانب مهماً في عملية الاستثمار، لكن ينبغي للداخلين التعرّف والتركيز والتدقيق قبل الإقدام على الدخول فيه، وأضاف: التجارة في الأسهم من أكثر المجالات تعرضاً للخطر، وقد شاهدنا وسمعنا عن ضحايا، البعض منهم للأسف الشديد انهاروا صحياً، وبعضهم وصل به الأمر إلى درجة الجنون، وتحول من كان غنياً وحاله مستور إلى فقير ومحتاج وهذا الأمر بدون شك ترك أثراً لا يزال موجوداً برغم الاستقرار الحالي في وضع هذه السوق في الوقت الحاضر، وذكر باقادر: أنه بحكم خبرته القديمة والحديثة في سوق المال والأسهم نصح الكثير بانتهاز الفرصة وبيع ما لديهم من أسهم، البعض الذي استجاب نجوا برؤوس أموالهم مع أرباحهم، ومن لم يستجب للنصيحة كانوا من ضمن ضحايا سوق الأسهم، فالقناعة في الربح من أهم وسائل النجاح في مجال التجارة، والأطماع تؤدي في النهاية إلى الخسارة وصاحب رأس المال الذي يفكر في مضاعفة الربح في يوم وليلة يعرض رأس ماله للخطر، ويقول صاحب تجربة في سوق الأسهم: استثمرت كل أموالي في شراء أكثر من 50 ألف سهم وخسرتها بالكامل وبعت كل ما امتلكه وما زلت مديوناً بـ35 مليون ريال، وتغيّرت حالتي وما زالت الديون تثقل كاهلي وتهدد مستقبلي، ويضيف: في مستهل التجربة كنت في نعمه كبيرة ولكن أطماع الدنيا والعياذ بالله منها هوت إلى النفس مع تصاعد ارتفاع الأسهم ودفعت بكل ما لدي في شراء أكثر من 50 ألف سهم بدون حساب أو تفكير حتى لأقرب الناس لي وفجأة وجدت نفسي صفر اليدين وأضطر إلى بيع كل أملك وانتهى بي الأمر مديونا.