سعادة رئيس التحرير - وفقه الله - اطلعت على مقال نشر في صحيفتكم الغراء عنوانه (انأ وأنت في الشائعات) وذكر فيه الكاتب أن الشائعات قد تجد رواجاً أكبر حينما تتضمن معلومات أوقضية مهمة بالنسبة للجمهور، أوأن تكون المعلومات التي تتضمنها الشائعة متوافقة مع التوجه العام وميوله، أوأن تخرج على لسان شخصيةٍ ذات شعبية، ولقد سهلت وسائل التواصل الحديثة مهمة انتشار الإشاعات عبر شبكة الإنترنت والجوالات وغيرها من وسائل الاتصالات.
وتعقيبا على ما نشر أقول: إن الشائعات صفة اجتماعية سيئة تؤثر على الأفراد والأسر والمجتمع، فهي تعتمد على الأكاذيب، فتغير الحقائق وتغير النفوس، وتنشر العداوة والحقد، وتقضي على وشائج المحبة والترابط الأسري والاجتماعي.
وقد حذر الله تعالى عباده المؤمنين من الشائعات، وأمرهم بالتأكد والتحقق من هذه الشائعات فقال في كتابه الكريم: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) سورة الحجرات 6.
وتعتبر الشائعات صفة من صفات المنافقين، فالمنافق هو الذي يحدِّث الآخرين بكل ما سمعه، ولا يتحقق من كل حديث سمعه وقد ورد عن النبي - صلى الله عليه - أن من آيات المنافق الثلاث الكذب فقال: (إذا حدث كذب) ولقد كثرت الشائعات في هذا العصر لضعف الإيمان عند البعض، أوبسبب التقدم والتطور الحضاري، و قد غلبت على كثير من ميادين الحياة، ومجالاتها المختلفة، حتى انتشرت هذه الشائعات بين الصغار والكبار، وتغلغلت في المجتمع تغلغلا واسعا حتى كادت تصبح حقائق عندما وجدت جماعات تصدقها، وفئة أخرى تنشرها بين الناس من أجل المصالح الذاتية والمكاسب الشخصية، والشائعات سبب في انتشار الأكاذيب والخرافات، وطمس الحقائق التي يسعى إليها ضعاف الإيمان.
وأن الشائعات سيئة، ووجودها في المجتمع دلالة على عدم استقراره سواء من الناحية الأمنية أو النفسية أو النواحي الأخرى، لذلك ينبغي على المسلم أن يتحلى بمبادئ الدين القويم كي تنير له طريقه في الحياة، وأن يكون واعيا بخطورة هذه الشائعات، وأن يحذر منها، وألا يخوض في الشائعات، ولا ينشرها.
فليس كل ما يقال سليما، ولا كل ما ينشر صحيحا، وأن يدرك عواقبها الوخيمة، وأضرارها الجسيمة.
عبدالعزيز السلامة - أوثال