|
أكَّد معالي مدير جامعة الباحة الدكتور سعد بن محمد الحريقي أن مشروع توسعة المسجد الحرام الذي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بوضع حجر أساسه مؤخراً هو الأكبر عبر تاريخ المسجد الحرام الطويل، إذ سيسهم بمشيئة الله في استيعاب أكثر من مليون مصل، وسيعالج بشكل جذري مشكلة الزحام. وبيّن معاليه أن اضطلاع خادم الحرمين الشريفين بمسؤولياته في خدمة الحرمين الشريفين يأتي استشعاراً منه بما يمليه عليه دينه ومكانة بلاده في العالم الإسلامي ودورها الروحي وثقلها السياسي وموقعها الجغرافي، مبرزاً ما ينتهجه الملك المفدى من سياسة حكيمة ونظرة ثاقبة عززت مكانة المملكة عالمياً وأكسبته احتراماً وتقديراً إقليمياً وعالمياً.
واستعرض معالي الدكتور الحريقي ما شهده الحرمان الشريفان من مشاريع بناء ضخمة منذ توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حيث كانا موضع عناية واهتمام خاص من الدولة وذلك لمواجهة المتطلبات الكبيرة للمرحلة الحديثة، لافتاً النظر إلى الزيادة الكبيرة في أعداد الوافدين إلى الحرمين الشريفين خلال الخمسين سنة الماضية التي واكبت الوضع الأمني والسياسي المستقر في الدول العربية والإسلامية وانتشار الإسلام في كثير من دول العالم.
وأبرز معاليه ما قامت به الدولة خلال العهود الماضية في إعمار المسجدين والتوسعة تلو التوسعة محتسبة ذلك عند المولى جلّت قدرته، مشيراً إلى ما شملته العناية والرعاية للحرمين الشريفين من توفير لجميع الخدمات الأساسية وغير الأساسية للعمار والحجاج والزوار حتى أصبح القاصدون لمكة المكرمة والمدينة المنورة يشعرون بفرق الخدمة والتسهيلات والتطوير والتوسعة عاماً بعد آخر.
وقال معاليه: «لم تكن التكاليف المالية الضخمة التي أنفقتها الدولة سابقاً والتي رصدتها حالياً للتوسعة مكان هم أو مشقة، بل كان الهم منصباً على الاهتمام بقدسية المكانين وإعطائهما حقهما من الاهتمام والرعاية والحفاوة وتهيئتهما بما يليق بهما وبالقاصدين إليهما من فجاج الأرض، مستشعرة واجبها الذي يمليه عليها موقعها الديني والروحي في العالم الإسلامي».
وأبان معالي مدير جامعة الباحة أن مساعي الدولة في عمارة الحرمين الشريفين كانت تزداد وتيرة مع مضي الزمن بما يلبي حاجة هذه الأماكن المقدسة من الإعمار والتوسعة وتوفير أقصى الخدمات من نظافة ونظارة وإنارة وزينة حتى كان إجماع المسلمين في هذا العصر بالتقدير والعرفان للمملكة العربية السعودية وريادتها في هذا المجال، مشيراً إلى أن العمارة والتوسعة امتدت كذلك للأماكن الأخرى في المشاعر المقدسة بعرفات ومزدلفة ومنى والمساجد التي لها مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي مثل مسجد قباء بالمدينة المنورة.
وأكد معاليه في ختام تصريحه أن ما يستشعره الملك المفدى من خدمة الحرمين الشريفين والعناية بهما إنما هو خدمة للإسلام وعناية بالمسلمين وقياماً بواجب الدعوة إلى الله، داعياً الله العلي القدير أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خيراً على ما قدمه من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين وأن يجعل ذلك في موازين عمله الصالح.