كنتم معي...
مر بنا رمضان كالطائف العابر..
أخذ معه أمنياتنا وكثيرا من رجاءاتنا..
ونسج لنا دربا طويلا لانتظاره..
تشكَّلت فيه من دموعنا سحابات مطيرة..
تندى بها شغفنا لأبواب السماء أن تفتح بلا أقفال...
وليد الكريم أن تبسط لنا توفيقا.. وتنثر لنا نورا تشع به مسالكنا وبصائرنا..
ولنسيج رحمته أن يلمنا في كنف عفوه.. فلا نخيب..
وأن تعود فتسقط هطَّالة على أرواحنا فتطهرها...
وأعماقنا فتخضَّر برويِّها سماحة..
ورضا.. وصبرا.. وسكينة...
مر رمضان بحكمته وفُرصه..
بسط لأيامنا راحتيه..
فاضتا...
فغدت ثوانيها فيه, أياماً لبعضنا..
ولحظاتٍ لبعض آخر منا...
أقام لياليه أبوابا لا تنقضُ , دون ولوج شهقاتنا منها, نحو فضاء الله الشاسع بين عيوننا...
لم تدكُها شموسُ صباحاته, وهي ترخي على الكتوف ستر الهجود...
ومنحة التزود...
كنتم معي في الدعاء..
لم يبارحني حضوركم أبدا..
وإن صمت قلمي عنكم..
لم تفرغ دواتي من دفقكم..
هي وريدٌ..
تواصل امتداده بأرواحكم...
فكنتم الرفقاء...
وكان بنا رمضان رفيقا..
يوم العيد دعوت أن تكونوا الفائزين فيه بجائزة
العفو.. والمغفرة.. والعتق..
نلتقي اليوم وقد أذن لنا بمسار قادم..
نبتدئه اليوم بسلام اللقاء...
وتحية الود لكم أعزائي أصدقاء القلم.