تصدر العديد من المنظمات والهيئات الدولية والدول النافذة سنوياً قائمةً بالدول الداعمة للإرهاب، وقائمةً للدول الأكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان.
قوائمٌ متعددة أغلبها -إن لم تكن جميعاً- مُسيَّسة، وتوضع لخدمة الأهداف السياسية، وحتى العنصرية لواضعيها. لنأخذ قائمة الدول الأكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان، والتي تنشرها أمريكا، وبعض المنظمات الدولية، وجميعها تقع مقراتها في الدول الغربية.
جميع هذه القوائم تخلو من اسم إسرائيل، وإنْ وُضعت فإنَّها تأتي في مؤخرة القائمة، وتوضع من أجل رفع العتب ومنعاً لاعتراض الكثيرين، مقارنةً بسجل إسرائيل السيء في هذا المجال.
لا نعرف المقاييس والضوابط التي تضعها تلك الدول والمنظمات لتحديد الدول التي تنتهك حقوق الإنسان، إلا أنَّ الذي يُفترض أن يؤخذ به هي مقاييس الأمم المتحدة، رغم ضعفها وتحاشي إداراتها ومسؤوليها التعرض لكل ما تقوم به إسرائيل تجنباً للاصطدام بحامي إسرائيل الولايات المتحدة التي تعتمد ميزانية الأمم المتحدة عليها.
ومع هذا، فإن المقياس الأكثر قرباً للصحة هو ما تقوم الأمم المتحدة من تحقيقات في التجاوزات التي تقوم بها الأنظمة والحكومات في العالم، وحسب نتائج تلك التحقيقات وما تتوصل إليه لجان تقصي الحقائق توضع قائمة أسوأ الدول وأكثرها انتهاكاً لحقوق الإنسان.
في العالم الماضي حققت الأمم المتحدة في 145 انتهاكاً لحقوق الإنسان في الكيان الإسرائيلي، مقابل 50 في السودان، وبعدهما الكونغو والصومال ثم كوريا الشمالية وإيران.
هذه الأرقام والإحصائيات نشرتها الأمم المتحدة، ومع هذا غاب اسم إسرائيل عن قائمة الدول الأكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان، وتركَّز الحديث عن السودان والكونغو وكوريا الشمالية.
لماذا رُفع اسم إسرائيل وأُبقي اسم السودان والكونغو..؟!!
ببساطة لأنَّ لدى إسرائيل محامياً وحامياً قوياً يجعل الجميع بما فيها الأمم المتحدة تحجم عن الاقتراب منها، أما السودان والكونغو فلا أحد يدافع عنهما.