|
يشكل تأسيس أعمال وإطلاقها في بلد جديد اختباراً حافلاً بالمفاجآت. ولكن طبعاً، لا يحالف النجاح دائماً أولئك الذين وضعوا أفضل الخطط، إنما كل مَن يتمكَّن من مواجهة التحديات غير المتوقعة. وقلة قليلة من الدول تخبئ لك عدد المفاجآت التي ستداهمك في الصين. فهذا البلد يوفِّر نمواً هائلاً مع الاحتفاظ في الوقت عينه بإرثه وتقاليده. لقد انتقلنا إلى شنغهاي قبل سبعة أشهر في إطار مناصب مدراء أعمال نتولاها في شركات سلع استهلاكية متعددة الجنسية تزاول أنشطتها في الصين. وإليكم الأمور المهمة الثلاثة التي كنا نفضِّل أن نعلمها منذ البداية.
لا تتفاجأوا:
1. حين يُقال لكم إن هدفكم في تحقيق نمو على أساس سنوي بنسبة 53% هو هدف محافظ للغاية، إذ إن الأرقام المتداولة بين الشركات في الصين مذهلة حقاً. إطلاق ألفي متجر جديد السنة القادمة؟ توظيف مئة وخمسين موظفاً جديداً كل شهر؟ ولكن لا تتوقعوا تحقيق هذا النمو من أسواق الدرجة الأولى (على غرار شنغهاي وبيجينغ وغوانغجو)، أو حتى أسواق الدرجة الثانية، أي عواصم الأقاليم. إن كنتم تعتزمون ترك أثر في الصين، ليس عليكم سوى أن تضعوا خطة للمدن من الدرجات الثالثة والرابعة والخامسة. اشتروا خريطة اليوم وتعلموا الفوارق الدقيقة بين تشانغشو (Changshu) وتشانغشا (Changsha)، وبين شينجين (Shenzhen) وشينغجو (Shengzhou)، علماً أن نمو أعمالكم بنسبة 53% مرهون بذلك.
2. حين تتلقون استقالة كل أسبوع أو أسبوعين من أحد أفراد فريق عملكم. تشكل إدارة المواهب الجزء الأهم والأكثر إرهاقاً من العمل المترتب عليكم. ونظراً إلى حجم المؤسسات المملوكة للدولة وفعاليتها، فإن الصين غير معتادة على روح المبادرات وإطلاق المشاريع بصورة متمرِّسة، حيث أن أعداد الموظفين الذين يتمتعون بخبرة في معالجة البيانات والمعلومات نادرة جداً. إلا أن الرغبة في تحقيق النجاح تجتاح الجميع، وبالتالي، يكمن سرّ النجاح في معرفة استغلال هذا الطموح لزيادة الإنتاجية والتدريب على القدرات الطويلة الأمد.
3. حين تعلنون عن خطوة خاصة وسرية ذات صلة بالموظفين إلى شخصين، وقبل أن تتمكنوا من العودة إلى مكتبكم، يكون المبنى بأكمله قد علم بهذا الخبر. هل تعتقدون أن المستهلكين الصينيين لا يتواصلون بين بعضهم؟ نُراهن على أنهم يتواصلون أكثر من العديد من نظرائهم في الغرب بواقع مرتين أو ثلاث مرات. يتمتع الصينيون، وخصوصاً أولئك الذين لم يتجاوزوا سن الأربعين، بقدرات التواصل على مدار الساعة، في الاجتماعات وخلال تناولهم وجبات الطعام، وخلال مواعيد احتساء القهوة، عن طريق مواقع الشبكات الاجتماعية على غرار «رينرين» (Renren) و«سينا ويبو» (Sina Weibo). ضع دخولك إلى هاتين المنصتين الاجتماعيتين على رأس أولوياتك حالاً، ولا يتوقف الأمر على وجودك فيهما فحسب، إنما على القيام بالأمر الصائب والملائم.
(*) أفني باتيل طومبسون هو مدير إستراتيجيات كبير في شركة «أديداس تشاينا»، فيما أن جوزيف طومبسون يدير أعمال التسويق لقسم منتجات العناية الخاصة بالرجال في «بروكتر آند غامبل» في الصين الكبرى، ويعيشان حالياً في مدينة شنغهاي.