أيام قليلة ويبدأ العام الدراسي الجديد، وتبدأ خطوات جديدة لمن ينتقل من صف إلى آخر أو من مرحلة إلى أخرى، وإذا كانت الصفوف العليا من الدراسة في المرحلة الثانوية والمتوسطة لا يواجه فيها الطالب مشاكل كثيرة، ولا يحتاج إلى إرشاد نتيجة تأقلمه، وتخطِّيه مرحلة الطفولة إلى مرحلة يمكن أن نعدّها مرحلة الشباب، ومن ثم فإنّ المراحل الأولى من الحضانة إلى نهاية المرحلة الابتدائية يحتاج الطلاب فيها إلى إرشاد وإلى توجيه وإلى مراعاة، خاصة السنوات الأربع الأولى، حيث يكون ارتباط الطالب بصفِّه السابق وزملائه الذين درسوا معه، ورغبته في أن يكون معهم سوياً، وخوفه من تغيّر المدرسين والمدرسات، وخشيته من أمور قد تكون في ذهنه نتيجة أحداث محدّدة وقعت له في المدرسة.
هذه المرحلة نحتاج جميعاً إلى أن نقف فيها مع أبنائنا، ونحتاج فيها إلى تعاون شامل مع المدرسة، وأن يؤدي هذا التعاون إلى تحقيق الرغبات ولو بالحد الأدنى، كما أنّ الأُسر بحاجة إلى تشجيع الأبناء ومتابعة أمورهم منذ البدء وتلمُّس احتياجاتهم ومعالجة مخاوفهم..
إنّ ما نأمله أن يكون العام الجديد إن شاء الله عاماً مباركاً حافلاً بالخير على كلِّ الملتحقين بالتعليم، كما نأمل أن تتنبّه المدارس إلى الحالات التي تواجهها، وأن يتعامل المدرسون والمدرسات مع الطلاب معاملة أبوية أو أخوية، فيها التوجيه والرفق، وفيها الإخلاص في تزويد الطلاب بالمعارف التي يستفيدون منها، بما يبني شخصياتهم ويشحذ قدراتهم، حتى يكون البناء سليماً متيناً، يؤدي في النهاية إلى تخريج أجيال متصالحة مع مجتمعها ومحيطها، محبة للخير مهتمة بكلِّ ما يعين على الإصلاح والصلاح.