صنعاء- عدن- ا ف ب
بعد ثلاثة أشهر على مغادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى المملكة العربية السعودية لتلقي العلاج لا يزال المأزق السياسي في اليمن مستمرا فيما تسود مخاوف من أن يتطور إلى مواجهات بين الموالين والمعارضين للرئيس.
وقد عزز الحرس الجمهوري الذي يقوده نجله الأكبر أحمد تواجده منذ ثلاثة أيام ونشر مدرعات وشبكات صواريخ في الجبال حول صنعاء كما قال عدة شهود. من جهتهم عزز الجنود الموالون للواء المنشق علي محسن الأحمر مواقعهم، رغم أنهم أصبحوا أقل عددا وأقل تسليحا، في مناطق بصنعاء يسيطرون عليها لا سيما في محيط ساحة التغيير حيث يعتصم الشبان المطالبون باستقالة الرئيس.
من جانب آخر ينتشر مدنيون مسلحون من الطرفين على جانبي شارع الزبيري الذي يقسم صنعاء. كما نصبت أكياس رمل حول القصر الجمهوري ومبنى البرلمان والتلفزيون فيما وضعت نقاط تفتيش في عدة أماكن. وقال ياسين سعيد النعمان رئيس الجبهة المشتركة التي تضم أحزاب المعارضة البرلمانية أن «النظام يرفض الحل السياسي وقد تكون له خيارات أخرى لكنها خيارات خاطئة».
وأضاف «صنعاء تعيش حالة حصار وهناك عقاب جماعي للناس من القوات الحكومية بقطع الماء والكهرباء». وتابع «الخيار العسكري خيار خاطئ، ما تبقى من النظام يرفض الحل». والمعارضة التي ليس لديها أي امكانات لفرض حل، قررت تكثيف حركات الاحتجاج الشعبية المطالبة باستقالة صالح ودعت إلى تظاهرات في كافة أنحاء البلاد. بدوره حذر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية «عصابة أولاد الأحمر من القيام بأي حماقات أو ارتكاب أية أعمال تخريبية وعدوانية».
وقال مراسل وكالة فرانس برس إن الطرفين حفرا خنادق ونصبوا نقاط تفتيش في هذا الحي حيث أغلقت غالبية المتاجر الاثنين. من جهته قال علي سيف حسن رئيس المنتدى السياسي اليمني لوكالة فرانس برس «الكل يذهب إلى الأمام الى المواجهة، الجهتان قوى النظام ومناصرو اللواء علي الأحمر والزعيم القبلي صادق الأحمر حجموا مشهد الثورة». وأضاف «الثورة موجودة على الهامش والحل الوحيد هو تدخل دولي وإقليمي جاد».
إلى ذلك قتل أربعة جنود يمنيين أمس الثلاثاء خلال مواجهات مع مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة الذي يحاول الجيش القضاء عليه في مدينة زنجبار في جنوب اليمن, حسبما ذكر مسؤول عسكري. وأصيب أيضا خمسة عشر جنديا في تلك المعارك التي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة ودارت على بعد حوالي كيلومتر واحد من زنجبار كبرى مدن محافظة أبين، كما قال مصدر طبي.