تشغل برامج التوك شو (المناقشات المباشرة) ساعات الذروة في قنوات الإعلام المصري العام أو الخاص، الأرضي أو الفضائي.
ولا أنفي عن نفسي متعة متابعتها منذ حادثة العبّارة المصرية قبل أكثر من خمس سنوات. وإعجابي بها يأتي من جرأتها في مناقشة الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مما هيأ المجتمع المصري لثورة التصحيح التي لا شك أنها حظيت بإعجابنا وإعجاب العالم كله كونها تخلصت من النظام القديم الظالم بأقل كلفة من الدماء مقارنة بما يحدث في سوريا وما حدث في ليبيا.
المجتمعات التي عاشت الظلم لسنوات طويلة تحت الحكم العسكري لن تتخلص من عقدة الاضطهاد سريعاً وما تركته القبضة العسكرية من شعور دائم بالمذلة والمهانة.
هذه الحقيقة العلمية هي التي هوّنت علي وأنا أستمع لتهويلات بعض الإخوة والأخوات من المعتمرين المصريين الذين تحدثوا في برامج التوك شو عن ما وجدوه من ذل ومهانة في مطار جدة، وقد يختلط عليك الأمر وأنت تستمع لبعض ضيوف هذه البرامج وهم يتحدثون عن الكرامة وتعيدك بعض المفردات إلى الثامن والعشرين من يناير حيث (معركة البعارين) التي قامت في ميدان التحرير!
وتحتار وتتساءل هل حدث للمعتمرين التباساً نفسياً بارانويا أدى إلى استعادة الألم والاضطهاد مع تكرار مشهد الزحام والعفوش الكثيرة؟!
الشعوب التي رضخت طويلاً تحت قبضة الحكم العسكري تحتاج إلى التسامح والانفتــاح على الشعوب الأخرى لنسيان الماضي والتمتع بالحرية الجديدة دون تضخيــم للأخطاء واعتبارها موجـهة ومقصودة تحت طائــلة عقدة الاضطهاد.
f.f.alotaibi@hotmail.com