لن يكون ما حصل لرسام الكاريكتير السوري الزميل علي فرزات، من ضرب وتكسير أصابع، أفظع مما تعرض له أطفال ونساء وشباب ورجال وشيوخ سوريا، فالسيدة التي ظهرت على الشاشات أمس وهي تختنق بكاءً إثر اغتيال طفلها وتقيطعه إلى أوصال صغيرة، تكاد تكون هي الصورة الأكثر تعبيراً عما يحدث هناك، من وحشية وبربرية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، وسط إجماع دولي على عدم التدخل لإنقاذ الأبرياء من بطش أولئك الوحوش المتعطشين للدم.
ما يميز حادثة الاعتداء على الرسام العزيز، أنها كانت محفوفة بصوت عال وواضح. فماذا قال له المعتدون:
- حتى تاني مرة، ما تتطاول على أسيادك. صرماية الرئيس تسوى راسك!
القتل والتمثيل بالقتلى، سوف لن يُشبِع نَهَم النظام السوري. لن يشبعه إلا تمريغ كرامة الكبير والصغير في الوحل. سيتركون الأدباء والمفكرين والرسامين، ينعمون بالحياة، ولكن بلا أصابع وبلا أعين وبلا شفاه، وبجروح وكسور تعم بقية الجسد، وذلك ليستأصلوا كل رأي وكل تعبير حر وكل قصيدة وكل لوحة.
وصول النظام السوري إلى هذه المرحلة، هو بمثابة فضح إضافي لهوية هذا النمط من الأنظمة العربية، التي إن لم تُقفِل فمَكَ بالمال، تقوم بقطع لسانك!
* لمزيد من التواصل: (باتجاه الأبيض، موقع فيس بوك)