الثقافة «وحدة». إنها مجموعة سلوكيات ومعايير وأفكار: الزي عيـّنة. وما يصدق هنا يصدق في القطاعات الثقافية الأخرى. والانبهار، على أي صعيد، هو انبهار على كل صعيد. والاستسلام هنا استسلام هناك. والانغلاب هنا انغلاب هناك. التداخل العضوي صفة أساسية للبـُنية الثقافية الموحّدة.

إن الزي الوطني لأمة من الأمم ثروة لها، وسلاح، وأداة، وقوة.

يُقال الأمر عينه بصدد «فكر» أُمَّة ما، أو خصوصياتها في الطعام، أو في السلوكيات الاجتماعية، أو في المظهر الجسدي، أو في التعبير والاتصال والتحية.

إن الصراع في ثقافية المُنجرح - حتى لا نقول المغلوب - سلوكياً وفكرياً يتجسّد، أو يبرز، كصراع الهوية، أو الأصالة، أو التراث، مع التطور والمعاصرة والحاضر، كصراع بين الرغبة في المحافظة، والرغبة في التجديد، أو الرغبة بامتصاص القوة، والرغبة عنها، بين الماضي والحاضر، بين الاتـّباع أو الامتثال والتغيير أو التكيّف.

* يفرض العالم المـُنتج ثقافياً معاييره على العالم المـُستهلِك، ويدفع القوي الضعيفَ إلى حقله، وتبنـّي إعلامه: يفرض عليه، يؤثر عليه وفيه، يخلق فيه ما يدفع به إليه. يـُولـّد حاجات متعددة، ويـُحدث حاجات اصطناعية، ورغبات بالتجديد.

* إن صلة الشمال بالجنوب ليست صلة المـُتقدم بالمـُتأخر، الذي يُحاول اللحق به، وإنما هي صلة الضدين اللذين يسير كل منهما في عكس اتجاه الآخر.

* ثقافات بعض الشعوب تبدو وكأنها خارجة للتوّ من.. ألف ليلة وليلة.

* نشأ في عصرنا الراهن، عصر الأكلات السريعة الجاهزة، من يمكن أن نسميهم بالإحصائيين الثقافيين، مهمتهم إحصاء الرؤوس، بدون أن يتساءلوا عما في دواخلها، وينتشون بفكرة نشر شيء ما يشبه «الثقافة»، إلى حد يجعلهم لا يعبؤون بالتساؤل عن ماهية الشيء الذي ينشرونه.

* تـُحدث ثقافة شاشات فضائية معروفة بغبائها ثقباً في الرأس. وبعد ذلك يبدأ الذباب في التسلل إلى الداخل.

إنه لشيءٌ مُروّع ذاك الذي يحصل. لسنا أمام عملية غسل للأدمغة. الحقيقة أن مهمة الذباب الفضائي مُحددة: اقتلوا كل شيء في داخل الرأس. في نهاية المطاف، لا يعود الرأس أكثر من وعاء يضخّ الذباب في كل الاتجاهات.

* بعض المثقفين يُحاولون إقناعنا بأنهم يتناولون طعام العشاء مع.. الملائكة.

* أولم يقل فرانسوا مورياك إن الثقافة تنام في العالم الثالث، وعندما نرفع الغطاء تـُضاء الأجساد العفنة؟

* عندما لا تكون الروح قابلة للعطب كيف تكون الثقافة قابلة للعطب؟