لم أجد داخل بيتي طعاماً للإفطار فأنا على وشك الخروج مع عمال للعمل لتسوية طرق جبلية وتكسيرها لصالح شركة مقاولات كبيرة، فبحثت في صندوق قديم تركه جدي (رحمه الله) إرثاً لي فعثرت على فأس حديد فأخرجت عود الخشب الغليظ منه وطبخته بماء في قدر لأحصل على مشروب لذيذ كالمرق مثلاً إلا أن طعمه غير مستساغ، فخرجت وإذا بطيخة عند باب الخروج فأخبرني عامل النظافة الذي يكنس الشارع بلغة صعبة جداً ولمدة خمس دقائق وفهمت بصعوبة أن سيارة نقل للبطيخ اهتزت بقرب مطب صناعي فتساقطت منها تلك الحبات وأن البطيخة إحداها فأكلتها فوراً بمساعدة سكين المطبخ أثناء تكسير حافة الجبل رأيت مصباحاً قديماً كمصباح علاء الدين فغطيته بشماغ أحمر، وعند عودتي للبيت مسحته خمس مرات وخرج مارد كبير فطلبت منه أن يحفر لي بئراً ارتوازياً.
- آسف، لا أعرف سوى الحفر اليدوي بـ(الشيول) والفأس.
- إذن أريد ثلاجة لتبريد الماء.
- آسف، لا أعرف سوى إناء من الفخار.
- فأريد إذن قطاراً كهربائياً ينقلني من بلد إلى بلد.
- آسف، تريد مجموعة من الإبل تسافر عليها!
- الإبل بطيئة جداً لا أريدها، عقليتك تجمّدت وتيبست وتوقفت عند القرون الوسطى!
- هل تريد شيئاً قبل أن أذهب؟
- لا، شكراً لا أريد شيئاً.
تمت..