أعطى مؤتمر أصدقاء ليبيا الذي عقد في باريس قبل أيام إشارة انطلاق مرحلة جني الأرباح للمشاركة في عملية «تحرير ليبيا من طغيان القذافي».
لا أحد ينكر أن تدخل الحلف الأطلسي قد أوقف مجزرة كان يعدها القذافي لشرق ليبيا وبالذات مدينة بنغازي وكل المدن التي أعلنت الثورة عليه، ولكن وبعيداً عن كل ادعاء الوقوف مع الشعوب ومساندة التحرر والثورة على الظلم، لا بد من التأكيد بأن مساندة الثوار الليبيين لم يكن من أجل سواد عيونهم، أو تأييداً للأهداف والقيم التي ثاروا من أجلها، هذا شيء مؤكد، ويعرفه الليبيون قبل غيرهم، كما أن شعوب وحكومات الدول التي شاركت في عمليات الحلف الأطلسي تعرف: لماذا تدخلت وماذا ستجني من أرباح ومكاسب اقتصادية، قبل السياسية؟!.
بترول ليبيا والثروات التي تختزنها الأراضي الليبية وأرصدتها التي تفوق المائة مليار دولار، جميعها عوامل جذب وإغراء لدول الحلف الأطلسي لاقتسام «كعكة» التحرير؛ فليبيا بعد التحرير من قبضة القذافي ستكون بحاجة إلى إعادة الإعمار وتأهيل ما ضربته الحرب، كما أن عقود البترول ستتم مراجعتها، وكل هذا ستكون للدول التي قادت عمليات الأطلسي وشركاتها النصيب الأكبر في الحصول على تلك العقود إن لم تكن تلك العقود حصرياً على تلك الشركات مثلما حصل في العراق، ولهذا، فقد كان الرئيس الفرنسي ساركوزي (عريس) مؤتمر أصدقاء ليبيا، وإشراكه لحليفه في معركة ليبيا رئيس وزراء بريطانيا تأكيد على أن لبريطانيا نصيبا في كعكة تحرير ليبيا..!!
jaser@al-jazirah.com.sa