|
عمان - نيقوسيا - موسكو - طوكيو - طهران - وكالات :
نزل محتجون إلى الشوارع في شتى أنحاء سورية بعد صلاة الجمعة مطالبين بالحماية الدولية لمنع قتل المدنيين في تحد للحملة التي يشنها الجيش منذ ستة اشهر لإنهاء الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وذكر ناشطون أن التقارير الأولية تشير إلى نزول حشود كبيرة إلى شوارع مدينة حمص وفي دير الزور. حيث قامت قوات بشار الأسد بقصف مدفعي على منطقة حولة في حمص.
كما بدأت احتجاجات في ضواحي العاصمة السورية دمشق وفي المنطقة الكردية في شمال شرق البلاد وفي محافظة ادلب الشمالية الغربية قرب حدود تركيا وفي جنوب سورية. وظهرت في شريط فيديو بثه ناشطون لافتة كبيرة يحملها محتجون طافوا في ساحة ببلدة الجيزة الجنوبية كتب عليها «الشعب يريد حماية دولية.»
من جانب آخر توفي الشقيق السبعيني لاحد ابرز الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري احتجاجا على أعمال القمع بينما كان محتجزا لدى قوات الأمن التي قامت باعتقاله في شمال غرب سورية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان قوات الأمن «قامت بتسليم جثة محمد هرموش إلى عائلته أثناء الليل بعد ساعات من اعتقاله» اثر عملية قامت بها في قرية ابلين في منطقة جبل الزاوية شمال غرب سورية. ومحمد هرموش البالغ من العمر 74 عاما هو شقيق المقدم حسين هرموش، أول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش بداية حزيران - يونيو الماضي للاحتجاج على أعمال القمع التي تستهدف المدنيين. وتمكن حسين الهرموش من مغادرة سورية وهو يرأس ما يسمى «لواء الضباط الأحرار» الذي يضم عشرات الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري من بعده.
من جهة أخرى اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان قوات الأمن السورية أمس الجمعة بإخراج المصابين «بالقوة» من المستشفيات في مدينة حمص المضطربة. وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها في بيان نشر في بيروت: «أخرجت القوات الأمنية السورية 18 مصابا من مستشفى البر في مدينة حمص الواقعة وسط البلاد في السابع من أيلول - سبتمبر الماضي، بما في ذلك خمسة من غرفة العمليات». وأضافت هيومان رايتس ووتش أن القوات الأمنية أيضاً حالت دون وصول الأطقم الطبية إلى المصابين في عدد من ضواحي المدينة في هذا اليوم.
من جهة أخرى قال معارضون سوريون الجمعة انهم يتوقعون مزيدا من الدعم من روسيا بعدما اتهم الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف بعض المحتجين السوريين الذين يتظاهرون ضد الرئيس بشار الأسد بأنهم «إرهابيون». والتقى مسؤول الشؤون الخارجية في المجلس الأعلى للبرلمان الروسي ميخائيل مارغيلوف وفدا من المعارضة السورية يزور موسكو يضم رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية عمار القربي. ورفضت روسيا دعم العقوبات الغربية ضد سورية فيما قال مدفيديف في حديث لشبكة يورونيوز عشية الزيارة، عن المحتجين في سورية «ان الذين يرددون شعارات مناهضة للحكومة هم أناس متنوعون. ان البعض منهم، هم بوضوح، متطرفون. حتى أن بالإمكان وصف آخرين بأنهم إرهابيون». وقال القربي بعد محادثاته مع مارغيلوف انه يتوقع من موسكو أن تقوم بدور «إيجابي» اكثر.
في غضون ذلك جمدت اليابان أمس الجمعة أصول الرئيس السوري بشار الأسد والكيانات والأفراد الذين لهم صلة بنظامه بعد أن فرضت الولايات المتحدة ودول أوروبية عقوبات للضغط من أجل تحقيق انتقال ديمقراطي للسلطة في سورية. ونقلت وكالة كيودو اليابانية للأنباء عن وزير الخارجية الياباني كويتشيرو جيمبا قوله خلال اجتماع للحكومة «بلادنا بحاجة إلى أن تسهم في الجهود العالمية الساعية لحسم المشكلات في سورية.»
إلى ذلك اقترح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اجتماعا إقليميا في طهران لبحث الأزمة في سورية. وقال أحمدي نجاد لمجموعة من الصحفيين الكويتيين في طهران نقلتها وكالة أنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) أمس الجمعة «إيران مستعدة لعقد اجتماع لدول إسلامية في طهران لمساعدة الحكومة الإسلامية والشعب في سورية». وأضاف أن مثل هذا الاجتماع قد يكون أيضاً «تجربة مفيدة» في حالة تكرار ما يحدث في سورية في أية دولة عربية أخرى. وكان أحمدي نجاد قد ظل حتى وقت قريب صامتا تجاه الانتفاضة في الحليف الإقليمي سورية،عندما دعا إلى مباحثات بين الحكومة السورية وخصومها بشأن تنفيذ الإصلاحات. وكانت إيران في البداية اتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل بأنهما وراء الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية في سورية التي سقط فيها 2200 قتيل وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.