هل سبق لك ورصدت بتأمل وتحليل حوارات الناس ومداولاتهم ومناقشاتهم والأخبار التي يبادرون لتناقلها بينهم؟.. بإمكانك أن تلتقط كثيراً من المؤشرات التي تدلك على مستوى رضا الجمهور عن هذه المؤسسة أو تلك أو هذه القضية أو تلك.
هل يحرص المسؤولون في مختلف الوزارات والمؤسسات على تحديد نقاط الضعف في جهاتهم حالما يتولون العمل بها ثم يرصدون وعبر رسوم بيانية ومؤشرات ومعايير مدى نجاح إدارتهم في رفع مستوى الأداء ومن ثم نيل رضا الجمهور؟.
هل تنقل هذه الحوارات الساخنة بالنقد من الممرات ومكاتب الموظفين وفي مواقف انتظار السيارات وفي المصاعد والكوفيهات والمجالس ورسائل الجوال ومواقع الإنترنت إلى حيث المسؤول الأول في الجهة الخدماتية ذات المساس بمصالح الناس.
هل يمتلك المسؤول رغبة حقيقية في أن يستمع إلى الحقيقة مهما كلفته من مواجهات وصدامات مع أقرب موظفيه وكبار معاونيه؟.. الشفافية تخدم المواطن وتخدم المسؤول على المدى الطويل لكنها من المؤكد تتعبه وتجعله في حالة عمل دائمة لإصلاح الأخطاء أولاً بأول ومواجهة مرتكبيها حال حدوثها.
بعض المسؤولين يفضلون أن يبدأوا بحماس وخطط واجتهاد ثم يركنوا للتمتع برفاهية المنصب وانتظار النتائج في نهاية المرحلة والاكتفاء بسماع ما يوسع الصدر ويريح البال على طريقة كل شيء يسير على ما يرام.. بل إن بعض المسؤولين يعتبرون التنبيه لبعض الأخطاء هو نتيجة للنظر للنصف الفارغ من الكأس وتتبع النقص إنما هو نقص مزمن يصاب به البعض نتيجة النظرة السوداوية للحياة؛ وكأن الطبيعي وبعد هذه التجربة الطويلة في التنمية والاقتصاد والميزانيات العالية أن نقبل كمواطنين بنصف نجاح ونصف تميز ونصف رقي ونصف تكامل.
كم مسؤول لدينا مؤمن بالشفافية ويحرص شخصياً على رصد مؤشرات رضا المستفيدين من خدمات جهته؟. كم مسؤول لدينا يحرص على تقريب من يخلص لمصلحة المواطن أكثر من حرصه على تقريب من يريحون باله بالمدح ويوسعون صدره بترديد كل شيء تمام!؟.
f.f.alotaibi@hotmail.com