أصعب شيء في حياة الشخص المنظم أن يعمل في بيئة فوضوية تسودها العشوائية والقرارات الارتجالية، ومع ذلك يتم تحميله أخطاء غيره.. بصراحة ذلك الشخص هو المدرب العالمي ريكارد ذلك الاسم الكبير لاعباً ومدرباً في أوروبا الذي اعتاد أن يتعامل في حياته الرياضية مع الأندية والمنتخبات بكل احترافية ومهنية؛ فالبرامج محددة لعدة سنوات قادمة والمسابقات معروفة ومجدولة ومنظمة..
ولما حضر إلى المملكة كمدرب للمنتخب اصطدم بواقع مؤلم له كمدرب أوروبي فأصبح المطلوب منه تجهيز اللاعبين لياقياً وبدنياً الذي يفترض أنه عمل الأندية والتعرف على إمكانيات اللاعبين من خلال الأشرطة وتسجيل المباريات وتدريب اللاعبين على خطته ومنهجيته في أيام معدودة..
بكل بساطة، ريكارد وقع ضحية فكر اعتدنا عليه في رياضتنا المحلية، وهو سوء برمجة المسابقات وتداخل البطولات وكثرة المشاركات للأندية والمنتخبات والذي اثر بصورة مباشرة على اللاعبين في كثرة الإصابات..
أيضا، ريكارد ضحية فكر أننا الأفضل والأقوى في آسيا وتناسينا تطور المنتخبات الآسيوية في الشرق والغرب حتى اعتقدنا سهولة تأهلنا عن مجموعتنا؛ لذا تأخرنا في التعاقد معه لإيمان البعض منا بأن المدرب دوره ثانوي والأهم هم اللاعبون.. كذلك ريكارد ضحية فكر مجتمع رياضي معظمه يتحدث عن الأسماء والتشكيلة أكثر من حديثه عن الخطة والمنهجية حتى أصبح النقد يوجه والآراء تبنى حسب ضم فلان وإبعاد علان والمقارنات بين هذا وذاك.. عموماً لمسات ريكارد الفنية على أداء المنتخب بدأت توضح تدريجياً يحتاج فقط للوقت والصبر لكي يتعرف على إمكانيات ومراكز اللاعبين التي يبدو من تغيراته انه مازال يتعرف عليهم؛ لذا أتمنى من المنظرين المتناقضين في الإعلام أن يعطوا الرجل فرصته هذه المرة ولا يحولوا خسارة المنتخب إلى مناحة بسبب عدم ضمه محمد نور المنتهي عمرياً، وأن يحترموا عقول الجماهير ولا يجعلوا الخسارة بسبب عدم ضمه كما حصل في نهائيات آسيا عندما جعلوا خسائر المنتخب بسبب عدم ضم إبراهيم غالب!!.
الهلاليون والدعم المتبادل
الهلال في هذا الموسم شأنه شأن البقية تضرر من تبعات الموسم الماضي وتأخر معسكره وتعثرت بعض مفاوضاته، وأجلت بعض صفقاته، ولكن لأنه الهلال فلا خوف على الهلال.. حتى وان غير مدربه واستبدل كل اللاعبين الأجانب وأصيب بعض لاعبيه وأعار مهاجمه واستغنى عن مصدر إزعاجه مع ذلك كله ما يريح الهلاليين انه لا خوف على الهلال..
لم يحسم موضوع أسامة هوساوي بعد ولم يتبين منهجية وعمل المدرب ولا يمكن الحكم على أداء اللاعبين الأجانب الجدد بالرغم من أن سيرتهم الدولية سبقت حضورهم إلا أنه لا خوف على الهلال.. دعم أعضاء الشرف ضعيف وتفاعل الشريك الاستراتيجي بطيء وتعاون الأندية الأخرى في المفاوضات معدوم إلا أنه لا خوف على الهلال.. نعم، لا خوف على الهلال لأن الهلال باختصار مثل الأرض الطيبة لا تنبت إلا طيبا، فقط المطلوب من الهلاليين في المرحلة المقبلة خطوتان مهمتان هما: الدعم المتبادل والاستفادة من أخطائهم السابقة..
فإدارة الهلال الذين دفعوا الأموال الطائلة وقاموا بجهد كبير لتجهيز فريقهم مطالبون بالوقوف مع لاعبيهم والدفاع عنهم و عدم الاستجابة للانتقاد الموجه لهم وعدم السماح لأعداء النجاح ومتعددي المبادئ بالتأثير عليهم لمجرد أنهم يلعبون للهلال.. وجمهور الهلال الذي أثبت أنه الرقم الصعب في دعم فريقه وتأثيره في قرارات ناديه مطالب بدعم الإدارة في خطواتها ومساندة لاعبي فريقهم بحضوره الكثيف للمباريات وتحمل أخطاء اللاعبين خاصة قليلي الخبرة منهم.
التاريخ يقول
لأن التاريخ لا يكذب أبدا فهو اكبر شاهد على الأحداث، ولان التاريخ يقول إنه في نهائيات كأس العالم عام 94 تم ضم لاعب النصر فهد الهريفي بعد أن كان مبعدا عن المنتخب مع الفنان يوسف الثنيان، ولم يضم الثنيان.و في التصفيات المؤهلة لكاس العالم 98 كان من ابرز اللاعبين لاعب الهلال خالد التيماوي وتم إبعاده عن النهائيات بعد أن تأهل المنتخب وضم لاعب النصر عبدالعزيز الجنوبي.وفي عام 2002 تم إبعاد لاعب الهلال احمد خليل وضم لاعب النصر محسن الحارثي.. فإن هذه الأمثلة الثلاثة والمثبتة تثبت للباحثين عن الحقيقة عدم صحة تلك الفرية التي أطلقها بكل سذاجة احد الإداريين السابقين بان اللاعبين يختارون الهلال عند مفاوضتهم لان الهلاليين يعدونهم بالانضمام للمنتخب!.. المشكلة أن بعض الجمهور البسيط صدق تلك الأكاذيب بعد أن أرخى سمعه وأجر عقله وأصبحوا يرددون تلك الأحاديث بدون تفحص أو تعقل عندما يرفض أي لاعب الانضمام لناديهم، ولو عادوا لرشدهم واستخدموا عقولهم لطالبوا بمحاسبة المتسببين بتشويه سمعة ناديهم ونادوا بتحسين صورته وإعادة الحقوق لأصحابها.
نقاط سريعة:
** تجربة مفاوضات الهلال مع إدارة القادسية ومماطلة الأستاذ عبدالله الهزاع بشأن صفقة ياسر الشهراني درس أتمنى من الإدارة الهلالية الاستفادة منه.. واللبيب بالإشارة يفهم!!.
** اللاعبون الأسبان أثبتوا أن ما يحدث بينهم من مشاكل واشتباكات في أنديتهم يتلاشى ويختفي عند انضمامهم للمنتخب، ولكن عندنا البعض يفرح بها ويسعى إلى تأجيجها وتضخيمها لسبب بسيط انه يقتات ويعيش عليها.
** المخربون لصفقة ياسر الشهراني خدموا الهلال من حيث لا يشعرون فالـ(15) مليون التي كانت ستذهب في الصفقة بإمكان الهلاليين أن يستفيدوا من المبلغ وأن يوقعوا به مع سبعة لاعبين من الأولمبي بواقع 2 مليون لكل لاعب.
** القرارات الإدارية القوية من الأسطورة العالمي سامي الجابر ضد اللاعبين الصغار في الفريق ستنعكس بالتأكيد ايجابياً على اللاعبين الأربعة أولا وعلى البقية ثانياً.
suliman2002s@windowslive.com