برغم أن السنة الدراسية تبدأ قبل السنة الهجرية والميلادية والصينية، ولا ترتبط بمواسم الزراعة أو الحصاد أو الفصول الأربعة؛ إلا أنها تعد بداية كل شيء، حتى فيما يتعلق بالتفكير في الزواج أو السكن وفي شراء الأغراض، لدرجة أن بعض الأسواق التجارية تبدأ حملاتها التسويقية بعبارة (بمناسبة العودة للمدارس) ولو كانت متخصصة في بيع الأثاث المنزلي أو المواد الغذائية! ناهيك عن وكالات السيارات والدراجات، ونستثني الطائرات ووكالات السفر؛ حيث تقل الحاجة لها في هذا الموسم فتـلتزم الصمت وتنزوي حتى نهاية العام الدراسي لتبدأ حملاتها بعبارة (بمناسبة انتهاء العام الدراسي).
ونحن بحمد الله لا تنتهي مواسمنا أبداً، فمن موسم الفقع شتاء إلى مهرجانات التمور صيفاً، مرورا بموسم الغبار وتعريجا على مواسم هروب الخادمات، تتلوها مواسم الأعياد؛ حيث يبدأ السخط من عدم كفاية الراتب ونشر شائعات زيادتها عند كل عيد أو بداية الدراسة.
وموسم الشائعات لا ينقطع ولا يتوقف ولو فشل، بل يتكرر حتى في أول يوم دراسي يسأل الطلبة والمعلمون (ما مددوا الإجازة؟) وكأن التمديد هو الأصل والمواعيد الأساسية استثناء!
في بداية العام الدراسي تنشط سيارات النقل الخاص للوافدين غير المرخص لهم مستغلين أسطوانة (شرط وجود محرم) حيث لا يقدر أولادنا المواطنون على توفيره برغم تفوقهم بالوطنية، وبنوع السيارة ونظافتها وصلاحيتها للركوب الآدمي!
في بداية العام الدراسي يبدأ موسم الورطات، فالخياط لم ينه مريول المدرسة؛ لأن الأسرة تفتقد للتخطيط، وهي عادة تنتظر تمديد الدراسة برغم أنها أطول إجازة مدرسية على مستوى العالم!
وفي أول يوم مدرسي تكتشف الأم عدم توافر خبز وجبن ومربى أو بيض لتجهز وجبة الإفطار فتضطر لتوجيههم للمدرسة بدونها وتستبدلها بالنقود، حيث يكتشف الأب عدم وجود صرف الفئات النقدية الصغيرة فينقدهم فئات كبيرة إنقاذا للموقف. ويواجه الطلبة ورطة عدم توافر وجبات في المدرسة لأن الشركة المتعهدة لم تستعد تماما، فيقعون فريسة للجوع والسهر مع بعض التوجيهات الصارمة من لدن إداريي المدرسة بحجة ضبط النظام من أول يوم!
وفي أول يوم دراسي يسجل الحضور المدرسي نسبة متدنية بدعوى أن الساعة البيولوجية للطلبة لم تضبط على الموعد الجديد، وركونا على عبارة (مهوب جاي أحد!) ومن يحضر من الطلبة يكون في حالة ذهول وسرحان لقلة النوم ورفض فكرة الدراسة!
في أول يوم مدرسي لتلميذ مستجد، يكون كئيبا حيث يغادر بيته ويطالـَـب بمسايرة زملائه والمزيد من اليقظة، وقد تتشابه عليه المداخل والأبواب والممرات والوجوه وهو ينتظر فتح البوابة ليعود لمنزله، فتراه يسأل ببراءة: متى تخلِّص المدرسة ؟ فإذا قلت له بعد قليل. يعيد سؤاله بلثغة:(أقثـد متى تدي العطلة)؟!
يا أمل أمتك ومستقبلها: سنة أولى دراسة يا جميل!
rogaia143@hotmail.comwww.rogaia.net