حدث في مثل هذا اليوم 11 - 9 - 2001، أن هزت أمريكا ضربة إرهابية.
«أمريكا تحت الهجوم» هكذا همس أحد طاقم بوش الابن، فيما كان الرئيس يشارك طلبة متابعة شرح مدرستهم، فجأة تبدلت ملامحه، وتحول لون وجهه إلى الأحمر القاني.
«لقد ضُرب البرج الثاني وهو ينهار الآن»، حاول أن يكمل جلسته لكن كل شيء قد تغير. بوش الابن كان للتو قد دخل البيت الأبيض، لكن كل ما كان يقوله خلال حملته الانتخابية قد تغير كليا، لقد بدأت أجندة جديدة تفرض نفسها، الإرهاب يضرب داخل أمريكا ويهز رموز سيادتها.
والآن عشر سنوات مرت، الأكيد أنها غيرت العالم إلى غير رجعة، بل غيرت شكله، هل يمكن أن يحدث ما يشبه 11 - 9 مجددا؟
شاهدت خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من عشرين ساعة وثائقية بين أكثر من محطة تلفزيونية، معظمها لمنتجين غربيين أو أعمال أنتجت لصالح محطات غربية، جزء كبير منها تعمق في المحيط الأفغاني وعمقه، وجال في دول إسلامية، وتحديدا في القارة الآسيوية، في محاولة للبحث في جذور الإرهاب، مدارسه، ممارساته، شيوخه، من قرية أفغانية طلبانية إلى أطفال باكستان طلبان. وبينها الفيلم الوثائقي باكستان: أطفال طلبان.
حوار تجريه معدة الفيلم مع أطفال طلبان باكستان، أطفال يعبرون عن رغبتهم الانتحارية، وانتحاريون لا تتجاوز أعمارهم 14 يسجلون أفلاماً قبيل الإقدام على عمليات انتحارية قتلت عشرات الأشخاص، وجيش من الأطفال يتدرب بإخلاص، فيما رجل دين شاب يعترف أن أعمار من يقوم بتجنيدهم من سن الخامسة إلى السابعة، ويضيف»هؤلاء أدواتنا لتحقيق أهدافنا، هم وقودنا». هذا مشهد واحد من باكستان طلبان. والخطر المحتمل قادم من أكثر من موقع، البيئة - الثقافة - التي أنتجت 11 - 9 متوافرة ولم تخبُ، لكننا أصبحنا نلحظها على هذا النحو، وهو ما لم يكن متاحاً قبل عشر سنوات، وهذا جزء مهم من نجاح الحرب على الإرهاب فقد نجحت بالكشف عن ثقافته ومصادره ووضعت تمويله تحت المجهر.
لن يخفت الإرهاب دون عمل تنموي دولي ضخم لتأهيل المواقع الفقيرة التي تزود بأطفال ومراهقين انتحارين،، فالجماعات الإرهابية قادرة على التجنيد والضرب في مواقع مختلفة، وهي تفعل وتحاول باستمرار ولن تتوقف.
الآن وبعد مرور عشر سنوات، ومقتل بن لادن وقادة من القاعدة ومحاصرة التمويل، فإن الحرب الطويلة على الإرهاب ومعه - وان حققت بعض أهدافها - إلا أنها بعيدة جدا عن نهايتها.