د. ثريا العريض
أعلن ناطق رسمي أمريكي قبل أيام أنهم يبحثون بجدية إرهاصات عمل إرهابي خطط له يهدد نيويورك أو واشنطن في الذكرى العاشرة!. ويوم الأحد 11 سبتمبر 2011 سيوافق الذكرى العاشرة لتفجيرات برجي التجارة في نيويورك عام 2001. حمانا الله جميعا من كل فعل شر.
لم تكن التفجيرات خيالا علميا أو فنيا, ولا تهيؤات شط بها عقل مضطرب, بل جاءت أحداثا حقيقية تدميرية عنيفة, فاجأت العالم كله حين وقعت. وتعدى ضحاياها ثلاثة آلاف قتيل, وتركت آثارها على العالم لعقد كامل عانى فيها المسلمون من تهمة الإرهاب التي ألصقت بهم.
وعند وقوع جريمة محبوكة بكل تفاصيلها, عادة المتضرر واضح ولكن؛ فتش عن المستفيد! ولا تستغرب أن ترى بصمة مميزة! وهناك دائما متهم! ورغم تبني تنظيم القاعدة لتلك الأحداث, لا أجزم شخصيا أنه من قام بكل ما حدث ذلك اليوم، وإن كان ممكنا أن من قام بها دبسهم في الجريمة ووصمتها. وجهات عدة غير عربية وغير مسلمة، منها الألمانية ومنها الفرنسية والإنجليزية والأمريكية نقبت في تفاصيل ما حدث من وجهة نظر تحليلية تقوم على معرفة آليات وهندسة التفجير والارتطام وخصائص المباني العالية ودراسة ما سجلته آلات التصوير يومها وبثته وسائل الإعلام عالميا, شككت في كون ما قدم من تغطيات وتفسيرات وشروح وتعليلات هو فعلا ما صوّر للعالم أنه قد حدث يومها، ولست هنا لأنفي التهمة عن التنظيم, وقد تبنوها, ولكن الواضح أن من خطط ونفذ ودبس المسلمين والسعوديين بالذات في هذه الأحداث العدوانية كان عدوا ملثما للعرب وللمسلمين على السواء. ولا يختلف أحد أن ماحدث سبب ضررا كبيرا لسمعة العرب والمسلمين في العالم كله.
يبقى أن من ارتكب كل ذلك سواء متبنيا فداحة وبشاعة النتائج كما فعل التنظيم، أو من وراء الكواليس متلثما وخفيا ومخفيا موقعه مما حدث, كان له هدف في ما فعل وحقق. ويبدو أن الهدف كان القيام بعمل عدواني ضخم وبشع لا يمكن تجاهله أو نسيانه أو التغاضي عن نتائجه. ولم تكف تفجيرات نيويورك بل أضيف اليها استهداف مبنى البنتاجون في العاصمة واشنطن بشيء ما لم يره أحد. أي أنه كان عملا استفزازيا مقصود به إثارة أكبر رد فعل ممكن!
ومثلما لا يحمل ما حدث في 11 سبتمبر بصمة دي أن أيه يؤكد أن الفاعل هو تنظيم القاعدة - سوى تلك الجوازات والوثائق التي نجت بقدرة قادر من حرارة بلغت 400 درجة تكفي لصهر المعادن وليس فقط حرق ورق ومحو أسماء وصور -، فهو يحمل دي أن أيه الموساد الذي نفذ عمليات ضخمة في أنحاء متعددة من العالم واستخدم جوازات مزورة ولم يظهر أبدا في الأضواء ولكنه خطط لنتائج جرائمه بصمت.
وقد تحققت عدة نتائج؛ أتفق مع بعضها, ككشف خطورة التنظيم العدواني, ويؤلمني بعضها كضم كل المسلمين تحت مظلة تهمة الإرهاب وإشعال كراهية العالم ضدهم، وشغل انتباه العالم والعرب عما يحدث في فلسطين من حصار وتجويع وهدم بيوت فوق رؤوس قاطنيها وبناء مستوطنات. إلا أن الأسوأ كان زرع أوتاد التصدع والتشكيك بين السلطات العربية وجاراتها لوقف التفكير في توجه تعاوني لخدمة المنطقة ومصالحها, وتأجيج مزيد من فقدان الثقة ببعضهم, والاستنفار لصراعات أيقظت تكتلات محلية طائفية.
كل هذا يرسخ لفكرة إعادة توزيع المنطقة في خارطة جديدة تناسب متطلبات الغرب اقتصاديا و.. أمن إسرائيل.
ردود الفعل الغاضبة لم تدهشني, فالحدث كان مريعا وغير إنساني، ما يخيفني هو استغلاله كذريعة متواصلة لخطط أخرى جزائية أراها دُرست وحُددت مسبقا، بدأت باستحداث موجهات رأي إعلامية؛ مصطلحات كمحور الشر ,وأسلحة الدمار الشامل, وخارطة الشرق الأوسط الجديد، والفوضى الخلاقة، ربطت بين العراق وإيران وسوريا وكوريا!! ونجح استخدامها, ولا علاقة لها بما حدث في نيويورك فعلا لاستهداف من يشاؤون! وفعلا لم يهتم أحد بأن أسلحة الدمار الشامل المزعومة اختفت من بقدرة قادر من العراق ما دام نظام الدولة البغيض أسقط وصور رئيسه في أذل موقف، وربما بذلك استهل مسلسل إسقاط الأنظمة عبر تأجيج المزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط لتحقيق غايات لا تمت لأمن أية دولة فيه.. سوى إسرائيل!