|
إلى أي مدى تجيدون طرح الأسئلة؟ معظم المدراء لا يفكرون كثيراً بهذه المسألة، فنادراً ما نجد «القدرة على طرح الأسئلة» مدرجة في أي قائمة من قوائم تعداد الكفاءات الإدارية. إلا أنّ طرح الأسئلة بفعالية هو جزء مهم من عمل المدراء – والأمر يستحق منح هذه الموهبة المزيد من الأهمية.لقد اختبرنا جميعاً أوقاتاً لم ننجح فيها بطرح الأسئلة، وربما من دون أن ندرك ذلك. فالعديد من المدراء لا يعلم كيفية التدقيق في عملية التفكير التي يعتمدها زملاؤهم، وبدلاً من ذلك يتوصلون إلى افتراضات بشأن دوافع تحركاته. وعندما يثبت خطأ هذه الافتراضات، يتسبب ذلك بظهور جميع أنواع الأنماط غير الناجحة.ونذكر في هذا الصدد مثلاً إحدى شركات الخدمات المالية، حيث تأجلت مسألة تحديث منتجٍ مهمٍ لعدة أشهر، بسبب الافتراضات المختلفة التي كانت لدى مدراء المنتجات ومدراء تكنولوجيا المعلومات بشأن ما يجــــب تسليمه عند حلول هذا الموعد، واستمروا بتبادل اللوم في ما بينهم. وعندما تدخل طرف ثالث وساعد كل مجموعة على طرح الأسئلة الملائمة، تمكنت المجموعتان من الخروج بخطة ترضي الجميع، وسرعان ما بدأ المنتج بتوليد عائدات متزايدة.وإليكم في ما يلي ثلاثة مواقع يمكن لتحسين موهبة طرح الأسئلة فيها أن تسهم في تعزيز الفعالية الإدارية:
1.القدرة على طرح أسئلة تتعلق بكم؛ فكلنا قد يقع في فخّ عادات غير مثمرة، وفي بعض الأحيان بغير قصد.
والمدراء الجيدون يطرحون على أنفسهم والآخرين دائماً أسئلة حول ما الذي يمكنهم القيام به بطريقة أفضل أو بشكل مختلف.
2.القدرة على طرح أسئلة تتعلق بالخطط والمشاريع. التحدي في طرح أسئلة بشأن المشاريع يكمن بالقيام بذلك بطريقةٍ لا تسهم في تقدّم العمل فحسب، بل تتعداه لتشمل إرساء العلاقات مع الأشخاص المنخرطـــــين في هذا المشروع ومساعدتهم على النمو والتطور.
وهذا الأمر لا يعني بأن تكون أسئلتكم قاسية ومباشرة، إنما أن يصب تدقيقكم في خانة تسريع عملية التقدم والإضاءة على الافتراضات.
3.القدرة على طرح أسئلة تتعلق بالمؤسسة.
فعلى المدراء البحث دائماً عن طرقٍ تتيح للشركة العمل بفعالية أكبر ولتحقيق ذلك، لا بد لهم من طرح الأسئلة حول الممارسات، والعمليات، والتركيبات. ولكن الأهم من كل ذلك أن يقوموا بطرح هذه الأسئلة بصورةٍ بناءة غير مستفزة. وفي الختام، يُذكر أنّ التفكير بوضوحٍ أكبر في كيفية طرح الأسئلة قد لا يسهم في جعلكم مدراء أفضل فحســــب، إنما قد يساعد الآخرين كذلك على تحسين موهبة الاستجواب لديهم.
(*) رون أشكيناس هو مدير شريك في «روبرت أتش. شيفر أند أسوشياتس» (Robert H. Schaffer الجزيرة Associates)، شارك في تأليف «ذي جي إي وورك أوت» (The GE Work-out) و»مؤسسة بلا حدود» (Boundaryless Organization). يحمل كتابه الأخير عنوان: فعال وحسب» (Simply Effective).