عزيزٌ فقدناه.. رحل عنّا يوم الثلاثاء الموافق 2-10-1432هـ.. فقد أفل نجم الأستاذ المربي عبدالرحمن بن إبراهيم الحقيل، وكلما أفل نجم من رجال التعليم تذكرنا بقية النجوم.. نتذكر سيرتهم وعطاءهم وصبرهم وكل ما كان من وفائهم وقد قال ربنا في محكم كتابه: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) سورة العنكبوت.
كذلك الموت لا يبقي على أحدٍ
مدى الليالي من الأحباب محبوبا
لقد واجه الفقيد خلال السنوات الأخيرة صراعاً مع المعاناة والمرض، لقد فاجأني نعيه وأنا في طريقي إلى مسقط الرأس «المجمعة» لحضور اللقـــاء الدوري التاسع للأسرة فرجعت للعزاء والصلاة عليه رحمه الله رحمة واسعة.
وقيل:
والموت نقاد على كفه
جواهر يختار منها الجياد
لقد كان رمزاً من رموز التعليم والأدب والثقافة وترك محبته في قلوب الكثيرين من تلاميذه وزملائه في المجمعة والأحساء والرياض، وكان واضح الرؤية، واثق النفس، ولد في المجمعة سنة 1345هـ وتلقى تعليمه فيها ثم أكمل دراسته في الأحساء، وكان من معلمــيه الأستاذ عيسى الدباغ في قواعد النحو والأستاذ عبدالله الخيال في علوم التاريخ، ثم التحق بأول بعثة دراسية إلى مكة المكرمة عام 1362هـ حيث حصل على شــــهادة المعهد سنة 1366هـ وابتعث إلى مصر مع الرعيل الأول من البعثات وعمل مدرساً في مدرسة الأحساء الابتدائية ثم مديراً لمدرسة الحفر بالإحساء فوكيلاً للمدرسة الثـــانوية بالهفوف، ثم عمل بوزارة المعارف فترة من الزمن إلى أن انتقل مشرفاً فنياً في الملحقية التعليمية السعودية في النمسا والسودان ولبنان إلى أن تقـــاعد وكانت له إسهامات في مناهج اللغة العربية وصدرت له عدة مؤلفات منها:
1 - حبات رمل (ديوان شعر).
2 - من الأعماق
3 - مختارات وخاطرات
4 - الحصاد (ديوان شعر).
ومن شعره:
أمتي أمة الفخار ولكن
عصرنا عصر ذرة وفضاء
عقمت أمة تعيش بماضي
دونما حاضر ودون عناء
رحِمه الله، فقد تأهل مبكراً للسمو الإنساني ورحل عنا بعد أن عمّر القلوب حباً والنفوس حضوراً، كان يمنح زائريه بقصائده الجميلة وذكريات أيام الدراسة ورحلاته وكرّس شطراً عريضاً من حياته لخدمة المعرفة والثقافة والتربية.
رحمه الله وألهم آله وذويه الصبر وحسن العزاء.