طيران الإمارات إحدى الشركات الأجنبية الثلاث المتغلغلة في السوق السعودية، حيث نجحت خلال السنوات الماضية في اقتطاع حصة مهمة من سوق السفر الدولية، أعادت طيران الإمارات تنظيم رحلاتها الخارجية لدول العالم وبما يتوافق مع مواعيد وصول الرحلات القادمة من السعودية لضمان خفض ساعات انتظار مسافري الترانزيت، واجتهدت حكومة دبي في تحويل مطار دُبي من مرفق سفر إلى أحد أهم مواقع السياحة، الاسترخاء، والتسوق خدمة لمسافري الترانزيت الذين يجدون في ساعات انتظارهم مساحة رحبة للاستمتاع. طيران الإمارات، وبعد تجربتها الغنية والمربحة في نقل السعوديين والمقيمين إلى دول العالم، ربما تسعى لخوض تجربة النقل الداخلي إذا ما سُمح للشركات الخليجية بالعمل على بعض الخطوط الداخلية، نائب رئيس طيران الإمارات للعمليات التجارية، أحمد خوري، علق على إمكانية السماح لشركات الطيران الخليجية بتقديم خدمات النقل الجوي بين مدن المملكة بقوله: «إننا متحمسون لهذه الخطوة كثيراً وننتظر مزيداً من التفاصيل في هذا الشأن» مؤكداً على أن: «السوق السعودية ضخمة وتتطلب المزيد من الدراسة». رعاية طيران الإمارات للدوري السعودي كأحد الشركاء الرسميين سيساعدها في عملياتها التسويقية، وحفر اسمها في عقول الشريحة المستهدفة من فئة الشباب، والمراهقين، والمهتمين بكرة القدم وهم غالبية المجتمع السعودي، إضافة إلى تدعيم علاقاتها الرسمية التي ربما تطورت من خلال الرعاية إلى مساهمات اجتماعية، ودعم مباشر للأندية في توفير النقل الخاص بين المدن، أو نحو ذلك من المساهمات المثمرة. أجزم بأن علاقة طيران الإمارات بالمجتمع السعودي لن تتوقف عند لوحاتها الإعلانية المحدودة، بل ستتوسع مع مرور الوقت إلى ما هو أبعد من ذلك، وبما يصب في مصلحة الجميع. تجربة الشراكة الإستراتيجية المتميزة بين السعودية والإمارات في قطاع الاتصالات، وما أحدثته من نقلة نوعية خدمية وتقنية في القطاع ربما ساعدت في فتح الباب أمام شراكات إستراتيجية أخرى في قطاعات مختلفة وعلى رأسها النقل الجوي. قطاع النقل الجوي السعودي في حاجة إلى شراكات إستراتيجية تعينه على النهوض السريع، ومواجهة الاحتياجات الداخلية، وتحقيق الاســــتفادة القصــــــوى مـــن الفرص الاستثمارية المتاحة، وأحسب أن الشراكة مع طيران الإمارات هو الخيار الأنسب من الناحية التقنية، الإدارية، الخدمية، والمالية أيضاً. أعود إلى رعاية طيران الإمارت لدوري المحترفين السعودي، والمؤتمر الصحفي الذي عُقد لتسليط الأضواء على هذا الحدث المهم. حقيقة لم أخرج من المؤتمر الصحفي بالمعلومات المهمة ذات العلاقة بعقد الشراكة الإستراتيجية، وأعني قيمة العقد، والجهات المستفيدة من العوائد المالية، بخلاف الهيئة! العوائد المالية هي الخبر الرئيس الذي يفترض أن يُطرح في المؤتمر الصحفي بشفافية ووضوح، إضافة إلى حصة الأندية من القيمة المالية، والعوائد اللوجستية، على أساس أنها القاعدة التي تتكئ عليها الهيئة. الحديث عن العقود بمعزل عن القيمة المالية أمر لا يمكن القبول به، ويتعارض مع أبجديات الشفافية التي تنص عليها الأنظمة والقوانين، وتؤكد عليها تعليمات الفيفا. الشارع الرياضي، الأندية، والمهتمين في الجوانب الاقتصادية والمالية في حاجة إلى معرفة قيمة العقد، والمستفيدون من إيراداته المالية، واللوجستية خلال الثلاث سنوات القادمة، بل أحسب أن الجهات الرقابية معنية أيضاً بقيمة العقد المبهمة. ننتظر من الرئيس التنفيذي لهيئة المحترفين الأستاذ محمد النويصر تقديم إعلان إلحاقي يبين فيه قيمة العقد المالية، والمستفيدون منه، وحصة أندية دوري المحترفين، القاعدة التي تتكئ عليها الهيئة، والمتسببة في استقطاب أكبر شركات الطيران الخليجية للقطاع الرياضي.
f.albuainain@hotmail.com