مرت عشر سنوات على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولا نزال منذ ذلك الحين وإلى اليوم، نلوك، بمتعة إسطورية، نظريات المؤامرة التي تخرج علينا كل يوم بقصة جديدة. جيل من أعمارنا، لم نستغله في الاستفادة مما جرى، ولم نحاول فيه إعادة صياغة وسائل تعاملنا مع الآخر. جيل من أعمارنا، ومؤسساتنا الثقافية والإعلامية، لا تزال تراوح في مكانها، معتبرة أنها أفضل مَنْ يحافظ على العقول وعلى الهوية!
لقد اتفق الأفراد، كرد فعل لموقف هذه المؤسسات، على أن يعطوا ظهورهم لما جرى في ذلك اليوم، وأن يعتبروه كأن لم يكن، على أساس:
- بيض يصقِّع بعضه!
في المقابل، لنراقب ماذا تغيَّر في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوربا، ليس على المستوى الأمني، بل على كل الأصعدة الأخرى. الخطاب السياسي تغيَّر، الخطاب الإعلامي تغيَّر، الخطابات الثقافية والإبداعية والفكرية تغيرت. أنماط التفكير اتجهت لمعرفة ما هو الإسلام، وهل التطرف نابع منه أو ممن يستغلونه لتهييج الصراعات الإيديولوجية والعقائدية؟!
كم نتمنى لو ترتقي مؤسساتنا الثقافية والإعلامية إلى مستوى الأحداث، بدل أن تتراجع كل سنة إلى الخلف أكثر، إلى أن يصل بها المستوى إلى اتهام المثقفين المدافعين عن الاستقلالية، بأنهم مرضى ومتخلفون!