ليست وحدها مصر التي تستهدفها تلك الجهة الإقليمية التي أخذت أدوارها السلبية تتكشف من خلال وضوح ما تقوم به الجهات والأشخاص المرتبطون بها والذين ينفذون إملاءاتها والمستفيدون من تمويلاتها التي تقتطع من موازنات شعبها الذي يأن تحت متطلبات الحاجة مقترباً من حدود الفقر، بعد أن تجاوزت نسبته الأكبر المقاييس العالمية للفقر.
الكويت أيضاً مستهدفة وبصورة مركزة وقد وزعت الأدوار على المتعاونين والجاهزين دائماً لتنفيذ مخطط تلك الدولة الإقليمية المعروفة.
والكويتيون شعباً وحكومة باتوا أكثر علماً ومعرفة وتحصيناً من هؤلاء المتعاونين سواء في الداخل أو من الأطراف الذين لم يتوانوا في التهديد بالعودة إلى العمليات الإرهابية.
واستهداف دولة الكويت لم يأت اعتباطاً أو من فراغ؛ إذ إن دولة الكويت تمل ثقلاً اقتصادياً ومالياً وسياسياً تتعدى تأثيراته المنطقة الخليجية وحتى العربية إلى الآفاق العالمية، ولهذا فقد بدأت الخطط والمؤامرات تحاك ضد هذه الدولة المتميزة منذ وقت ليس بالقصير، أدواتها جهات محلية وأجهزة استخبارات خارجية لها أدواتها الداخلية.
الأدوار الموزعة على عناصر إشغال الكويت مفصلة بدقة على أشخاص وجهات معروفة بارتباطاتها الخارجية والتي تمادت في الآونة الأخيرة لاستهداف المركز الاقتصادي المتميز لدولة الكويت وضرب مؤسساتها البنكية بالإشاعة والترويج لعمليات غسل الأموال وقضية الإيداعات المليونية الهادفة إلى ضرب السرية المصرفية فضلاً عن تناول بعض المواقع الإلكترونية الخارجية قضايا الحريات واتهامات الاتجار بالبشر.
هذه الحملة العدائية الخارجية ضد الكويت ومن جهات كان يُنظر لها على أنها صديقة لدول الخليج العربية أخذت طريقها إلى بعض النواب والسياسيين المرتبطين بولاءات خارجية لا يمكن إخفاؤها، والكويتيون يعرفونهم ويعرفون الجهات الأجنبية والإقليمية تماماً، وهم يستهدفون منفعة مصالحهم السياسية والشخصية وفق انتماءاتهم الطائفية وعلى حساب الوطن الكويتي، وهو ما أتاح لتلك الدولة الإقليمية أن توظف كل ذلك من أجل إرباك الدول العربية المؤثرة، وإذا كانت الظروف والأحداث قد سهلت لها الأمر في مصر، فإنها توظف أدواتها الداخلية في الكويت من أجل إنجاز مخططها الذي يهدف إلى الهيمنة ليس على منطقة الخليج العربي فحسب بل على المنطقة العربية بأكملها.