لم تكن خسارة منتخبنا أمام أستراليا أشد إيلاماً من تلك الخسارة المذلّة التي تعرّض لها منتخب الأرجنتين عام 1993م على أرضه وبين جماهيره، عندما سحقه المنتخب الكولمبي الذي ليس لديه أية إنجازات بخمسة أهدف نظيفة، وقد كانت هزيمة مخزية للعملاق الأرجنتيني العالمي وهو الحاصل على كأس العالم عامي 1978م - 1986م وعدّة ألقاب لكوبا أمريكا، كان ذلك في تصفيات كأس العالم لعام 1994م، وبرغم ذلك فإنّ الأرجنتين تجاوزت تلك الخسارة المذلّة وتأهّلت لنهائيات كأس العالم التي استضافتها أمريكا آنذاك، استرجعت ما حدث للأرجنتين و(أنا) أتابع ردود الأفعال بعد خسارة منتخبنا من أستراليا - كما ذكرت - والتي جعلت من هذه الخسارة انتكاسة كبرى وكأنّ منتخبنا وقبل هذه الهزيمة في أوج عطاءاته ومستوياته، ونسي (المتشائمون) أنّ أستراليا تتفوّق علينا كروياً هذه الآونة بمحترفيها العالميين وبحضورها الأفضل واللافت في السنوات الأخيرة، ونسوا أيضاً أننا تعاقدنا مع مدرب عالمي من أجل استعادة هيبة المنتخب ومكانته التي غاب عنها في الأعوام الأخيرة، وأنّ هذا الأمر لا يمكن له أن يحدث بين عشية وضحاها بل من خلال عمل دءوب وجهد شاق بعيد المدى، وفي تصوّري إذا ما استمر هذا الضجيج حول المدرب والتوصيات باستقطاب هذا وإبعاد ذاك، سيضيق الخناق على ريكارد وسيولي هارباً لأنّ الأجواء مزعجة جداً ولا تُحتمل، لذا فالأمر يتطلّب الهدوء وبث الروح والثقة في نفوس اللاعبين لأنهم لم يقدموا حتى الآن نصف مستوياتهم، وعلينا أن ندع المدرب يعمل بهدوء حتى يستطيع أن يفهم اللاعبين جيداً فيما هم مطالبون بأن يستوعبوا فكره التدريبي، لأنّ لديهم مخزوناً كروياً إذا ما استثمر بشكل جيد فمن المؤكد أن تكون عودة منتخبنا قريبة، فلاعبونا لازالوا هم الأبرز فنياً على الصعيد الفردي من بين لاعبي القارة وهذا أمر لا خلاف فيه، لكن الخلاف في أجوائنا المشحونة التي لا تشجع على العمل والنجاح!
على بركة الله
سعدنا بانطلاقة دوري زين السعودي للمحترفين، وكنا توّاقين لهذه الانطلاقة وهذا نابع من عشقنا لعالم المستديرة، هذه الانطلاقة لم تشهد أية مفاجآت بل جاءت طبيعية ومتوقعة وإن كانت نتائج بعض الفرق، وأعني الكبيرة منها، ضعيفة إلى حد ما وقد يكون للقاءات الافتتاحية وما عرف عنها دور لهذه النتائج والمستويات التي لم ترق لطموحات محبي بعض الفرق، فيما سجل ضيفا الممتاز (هجر والأنصار) حضوراً جيداً رغم خسارتهما، أمام بطلا الموسم الماضي فالفوارق الفنية السابقة لم تكن ذات جدوى حيث أحرجا البطلين وبالتالي لم يخسرا سوى بهدف، أما على صعيد اللاعبين الأجانب، فيبدو أننا سنكون أمام منافسة محمومة من قِبل اللاعبين غير السعوديين لخطف نجومية اللاعب الأجنبي الأبرز في ملاعبنا هذا الموسم وهو الذي شهد تعاقدات كثيرة جلبت لاعبين كثراً يشاركون أنديتنا لأول مرة، وقد بدا أكثر من لاعب أجنبي في هذه الجولة الافتتاحية بمستوى يبشر بالخير وإن كان الهلالي (إيمانا) والاتحادي (ويندل) وعلى ما يبدو، سيكون لهما بصمة وعلامة بارزة وقد يسهم الأول باستمرار تميّز الزعيم وهيمنته على بطولة الدوري للعام الثالث على التوالي، فما قدمه أمام هجر يوحي بأن هذا اللاعب لديه إمكانات فنية هائلة، وسيكون له شأن كبير، والمفرح في هذه الجولة حكّامنا الذين قدموا أداءً تحكيمياً جيداً يشكرون عليه، وكل ما نتمناه أن يستمر هذا الأداء الجيد بالتصاعد من قِبل قضاة الملاعب، فالأندية بذلت الغالي والنفيس من أجل التحضير لهذا الموسم، لذا فمن الضروري بل من الواجب أن يواكب ذلك مستويات تحكيمية مرموقة تنصف الجميع وتعطي كل ذي حق حقه، لأنّ القرارات الخاطئة - المؤثرة قد تكلف النادي المتضرر الشيء الكثير وهذا ما لا نتمناه ولا نقبل به. ولا بد هنا أيضا من الإشارة إلى لجنتي الانضباط والفنية ومع انطلاقة هذا الموسم، إذ عليهما مسئوليات كبيرة ومهام عسيرة، وكل ما هو مطلوب من هاتين اللجنتين عدم الازدواجية والدقة ومساواة الجميع في تطبيق النظام، مع الاستفادة من أحداث ووقائع الموسم الماضي وتلافي ما حدث فيه من سلبيات تتعلق بهاتين اللجنتين.
على عَـجَـل
أكرم الأمير نواف بن فيصل بن فهد جماهيرنا الرياضية بالحضور المجاني لمباراة منتخبنا أمام أستراليا، إلاّ أنّ إلقاء الألعاب النارية على أرضية الملعب لم يكن مقبولاً إزاء هذه المكرمة، فالاتحاد الآسيوي توعّد إنْ تكرر ما حدث بإيقاع غرامات مالية وعقوبات قاسية، لذا يجب أن تقابل مبادرات سموه بالتقدير وألاّ يكون هناك تصرفات خارجة عن القانون بأي حال من الأحوال تجعلنا عرضة للعقاب.
التسرُّع والفهم الخاطئ لدى الكويتي خليفة المطيري، وكيل أعمال اللاعب خالد عزيز، جعله يعترض على مقولة الأمير عبدالرحمن بن مساعد حينما قال سموه بأنّ خالد عزيز (لاعب هلالي سابق)، وقد صدق رئيس الهلال وأخفق المطيري بعد أن انتقل عزيز للشباب فأصبح بالفعل (لاعب هلالي سابق)!.
لو سألت أي رئيس أو مسئول نادٍ عن رأيه في إدارة نادي الهلال وتعاملها مع الجميع لأغدق عليها بعبارات الشكر والثناء، وأنها تتعامل مع الجميع بمثالية وتقدير لا مثيل له، لكن ذلك كله لم يشفع لإدارة الهلال بأن تجد معاملة بالمثل خاصة من قِبل بعض الأندية التي تعاملت معها فيما يتعلق بانتقال اللاعبين، حيث الانتهازية والجحود ونكران المعروف والشواهد على ذلك كثيرة!
مشاركة أربعة أندية من المنطقة الشرقية في دوري زين كأكثر المناطق مشاركة، دليل على أنّ هذه المنطقة العزيزة أرض خصبة للنجوم والمواهب، ولكن تبقى مشكلة أنديتها بعدم التفاف رجال الأعمال وتخلي القطاع الخاص عن دعمها مما يضطر القائمين عليها للبحث عن موارد مالية من خلال بيع الموهوبين الذين استفادت منهم الأندية الكبرى، وإلاّ لأصبح لأندية الشرقية شأن أكبر وحضور أقوى وأفضل.
msayat@hotmail.com