مفهوم الإرادة لدى الفلاسفة أنها محكومة بالعقل والعلم، لا بالشهوات والحوارات الأخرى!! من هنا يتضح جلياً أنه لا إرادة بدون عقل وعلم. والإنسان السوي هو من يلتزم بالإرادة التي تجلب له الأفعال الخيّرة وتجنبه كل الأفعال الشريرة: لأن العقل السليم يرفض كل أنواع العبث ويرفض التفريط بالمكتسبات والقيم، وأن العلم يساهم في تقوية الذات والثقة بالنفس والاطلاع على كل ما هو مفيد وضار؟إن مكتسبات الأوطان ومجدها وعزها ورفعتها يجب على الجميع المحافظة عليها واعتبارها إرثا لكل فرد من أفراد ذلك المجتمع؟ إنه من المؤسف حقاً أن نشاهد كثيراً من المكتسبات في الوطن العربي يتم تحطيمها، وأن كثيرا من الصروح يتم هدمها، وأن كثيرا من الأرواح البريئة يتم إزهاقها. كل هذه المكتسبات البشرية والمعنوية والمادية والثقافية والتاريخية والاقتصادية أصبحت معرضة للدمار والتخريب وعدم الاستقرار وإعادة مبدأ التناحر والثأر!! إن كل إنسان لديه العقل والعلم يدرك تمام الإدراك أن من يفقد الإرادة بإمكانه أن يعمل كل الأعمال التي تؤدي إلى الانحراف عن الطريق السليم!! والتمرد على القيم والقوانين وزعزعة الأمن والاستقرار؟! إنه من المحزن جداً أن نشاهد العالم العربي على هذه الحال التي أبعدته عن قضيته الأولى وعن رفاهية الشعوب وإبعادها عن العيش الكريم ووحدة الصفوف والتلاحم والتآلف والمحبة؟ إنه من المؤسف حقاً أن نشاهد بلداً صغيراً في سكانه كليبيا وخلال ستة أشهر يصل عدد القتلى إلى أكثر من خمسين ألفا وعدد المصابين أكثر من ذلك بكثير وكذلك المفقودين، هذا علاوة على الدمار والخراب. ومن المؤسف أن نشاهد عشرات القتلى في سوريا الصمود، وها هو اليمن السعيد لم يعد سعيداً.
والسؤال المحير: هل فقد أهل هذه الدول رؤساء ومرؤسين الإرادة والتي مصدرها العقل والعلم؟