في إطـــار الاستهانة باللغة العربية وإضعاف شأنها وتغييبها عن ميادين كثيرة يلاحظ اتجاه بعض الجامعات إلى إبعادها كلية من السنة التحضيرية، وفي المقابل التركيز على اللغة الإنجليزية.
وهنا يرتفع السؤال:
هل يمكن للطالب الذي درس اثني عشرة سنة، ست سنوات منها على الأقل كان للإنجليزية نصيب طيب أن يتقن اللغة الإنجليزية وأن يكون قادراً على التلقي بها والقراءة أو حتى الفهم بالحد الأدنى.
إن التجربة تؤكد استحالة ذلك، فسنة واحدة يركز فيها على اللغة الإنجليزية لا يقدم ولا يؤخر ما دامت القاعدة غير جيدة وغير راكزة على منهج دقيق يستطيع أن يجعل من الطالب على معرفة طيبة بهذه اللغة.
وإذا كان الأمر كذلك فلماذا هذا التهاون باللغة العربية التي تعاني هي أيضاً من ضعف في تدريسها في المراحل السابقة.
والأجدر هنا معالجة موضوع اللغتين في المراحل السابقة للجامعة فيكون تدريس اللغة الإنجليزية جاداً ومركزاً، أما اللغة العربية فيجب أن تحظى بكل الاهتمام في المراحل الأولى وأن تحظى بالتطبيق في المراحل المتقدمة من التعليم العام بحيث يجد الطالب نفسه على معرفة جيدة بهاء يستطيع استخدامها بإتقان في المرحلة الجامعية التي هي بدورها يجب أن تكون العربية هي ركيزتها في التدريس. ولنا في دول أخرى كثيرة لها لغات أقل شأناً من العربية تحظى بعناية أممها وشعوبها وتدرس ويكتب بها ويترجم بها.
اللغة هي هوية الأمة وهي أساس الحضارة، فلا تبنى حضارة بلا لغة، فكيف ونحن نملك هذه اللغة التي أنزل بها القرآن، وأنتج أهلها العلوم على مختلف أنواعها على مدار قرون طويلة.