|
المدينة المنورة - مروان قصاص
عبَّر عدد من مديري الجامعات السعودية عن أهمية استضافة المدينة المنورة للمؤتمر العالمي للتكفير وما يشتمل عليه من محاور هامة معتبرين رعاية خادم الحرمين الشريفين لفعالياته مؤشرًا هامًّا يؤكد عناية المملكة العربية السعودية بكل ما يهم الإسلام والمسلمين وبكل ما من شأنه إبراز الصور الإيجابية التي تؤكد أن الدين الإسلامي الحنيف دين سلم وسلام وتسامح كرد على كل من يحاول تشويه صورة الإسلام وكشف أساليب التكفيريين، وأثنى الجميع على جهود جائزة نايف للسنة النبوي التي تنظم هذا المؤتمر مثمنين اهتمام وعناية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية.
وقال معالي مدير الجامعة الإسلامية عضو الهيئة الإشرافية العليا للمؤتمر الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا بمناسبة مؤتمر ظاهرة التكفير: الأسباب - الآثار- العلاج: إن ظاهرة التكفير من أخطر الظواهر التي تمر على المجتمعات الإسلامية؛ بل إنها الظاهرة التي كانت سبباً في انقسام المجتمع الإسلامي في نهاية عصر الخلافة الراشد.
ولذلك كانت هي الفتنة الأولى التي أقضت مضاجع الصحابة - رضوان الله عليهم - لإحساسهم بخطورتها ومدى آثارها على الجسد الإسلامي الواحد، والذي «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى...». لقد كانت ظاهرة التكفير مرحلة خطيرة على العقيدة وعلى الفرد وعلى المجتمعات، تسبقها مراحل التبديع والتفسيق؛ والجميع يسير في مركب الجهل حتى يصل به إلى أن يذيع الخوف ويشيع الكره في المجتمع المسلم.
وبإحساس من حمل أمانة التصحيح من قبل هذه الدولة المباركة التي قامت على منهج الكتاب والسنة، وانطلاقاً من عالمية رسالة «جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة»، وعملاً دؤوباً ورائدًا من القائمين على جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين المعاصرة جاء («مؤتمر ظاهرة التكفير)» ليضع النقاط على حروف الظاهرة، ويصحح مسار الطريق، ويضع ضوابط المنهج، ويتناول الأسباب المؤدية إلى تفشيه، كما يطرح آثاره على الفرد والمجتمع، آملاً في وضع عدة أساليب علاجية يعالج فيه الباحثون هذه الظاهرة الخطيرة.
وما كان كل ذلك لولا حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله -، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله -، والنائب الثاني، ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ـ يحفظه الله - على بث روح العدل والتسامح، وإظهار سماحة الإسلام لأبناء المسلمين ولغيرهم، وليس هذا بغريب فنحن نعيش في الدولة التي أقامها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه على أركان هذا الدين القويم. وعلى نهجه سار من بعده أبناؤه البررة.
من جانبه قال معالي مدير جامعة الباحة الأستاذ الدكتور سعد بن محمد الحريقي بمناسبة مؤتمر ظاهرة التكفير: الأسباب-الآثار-العلاج خرج الخوارج في مبدأ أمرهم على الخليفة الراشد: عثمان بن عفان (رضي الله عنه) فقتلوه, ثم على الخليفة الراشد: علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فقاتلوه بحجة هي أوهى من بيت العنكبوت، فحاججهم حبر هذه الأمة: عبدالله بن عباس (رضي الله عنه) فحاجهم، فرجع منهم من رجع إلى الهدى وإلى الصف الإسلامي، وبقي على ضلاله منهم من بقي، فاضطر الخليفة علي (رضي الله عنه) إلى قتالهم قتالا شديدا، حتى هزمهم بإذن الله، وشرد ببقاياهم من خلفهم فخمدت نارهم إلى حين. فعاد ظهورهم في العصور التالية على نفس النهج والحجج، ظاهرهم العبادة والتقوى، والحرص على الدين والعقيدة، وحقيقتهم الجهل المطبق بأمر الدين، وقلة البصيرة، والتقليد الأعمى للجهلة المتعصبين..
وصفهم المصطفى (صلى الله عليه وسلم): بقوله «تحقرون دينكم إلى دينهم وصلاتكم مع صلاتهم.. ..» إلخ الحديث أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وفي هذا العصر ظهرت فلولهم على نهج أسلافهم، يستحلون دماء المسلمين، ويتفننون في ترويع الآمنين، ويسعون لإهلاك الحرث والنسل وشعارهم قتال الكفار وتحرير بلاد المسلمين - زعموا- وحقيقة أمرهم التكفير والتفجير..
وقد قامت حكومة هذه البلاد المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- بمواجهة فتنة هؤلاء بما يقتضيه الوضع وعلى شقين:
الأول: معالجة أمنية استباقية، أودت بأحلامهم، وشتت فلولهم، وأفسدت مخططاتهم، ومن وراءهم.
والثاني: معالجة فكرية (مناصحة ومحاورة، بالدليل الشرعي، وبالبرهان العقلي، لنتج عنها إعلان الكثير منهم توبته، وعودته عن فكره ومنهجه المعوج.
وسارت هذه المعالجات (الأول، الثاني) على خطين متوازيين، متكاملين وبنجاح منقطع النظير ولله الحمد، وأضحت هذه التجربة مثار إعجاب العالم من حولنا..
ومبادرة جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وبرعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بتنظيم مؤتمراً عالمياً حول ظاهرة التكفير.. الأسباب - الآثار - والعلاج، المبادرة, في شهر شوال لهذا العام وبمشاركة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هي خطوة مباركة وفي وقتها.
وعبر معالي مدير جامعة الطائف الأستاذ الدكتور عبدالإله عبدالعزيز باناجه عن أهمية المؤتمر وقال إنه يأتي في وقت تعيش فيه الأمة واقعاً صعباًَ، تعددت فيه المخاطر والمصاعب التي تحيط بها من كل الاتجاهات، ومن ضمنها الفكر التكفيري المنحرف الذي أسهم في سفك الدماء المعصومة، وإزهاق الأنفس البريئة ، وأعمال التفجير، والتدمير، والتخريب، والإرهاب مما تأباه الشريعة الإسلامية السمحة والفطرة السليمة والعقول المستقيمة.
إن المجتمعات الإسلامية بحاجة إلى الكشف عن الأسباب التي أنشأت هذه الظاهرة، وتوضيح شبهات هذا الفكر، والآثار الأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية المترتبة عليه، وإن المسئولية الملقاة على مؤسسات المجتمع في علاج هذه الظاهرة تربوياً، واجتماعياً، وإعلامياً كبيرة جداً، للتعريف بسماحة الإسلام، ووسطيته وبعده عن مسالك الغلو والتطرف والإرهاب، وهذا ما تسعى إليه هذه الجائزة، وفق الله القائمين عليها لتحقيق مقاصدهم النبيلة، وأهدافهم السامية.
وقال معالي مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالله بن محمد الراشد: إن ظاهرة التكفير ظاهرة ذات أهمية عظيمة وأخطار جسيمة، وآثار سيئة ضارة بالأمم والشعوب, وبخاصة أمة الإسلام, حيث شوهت صورة هذا الدين، دين الوسطية والعدل والاعتدال، دين الرحمة والتسامح والصلاح والإصلاح, فقد تجرأ حملة فكر التكفير على أقدس مقدسات الأمة وأهم مقوماتها كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث قالوا على الله بغير علم، فاستباحوا الدماء المعصومة، والأعراض المصونة، والأموال المحترمة، وروعوا الآمنين، وأتلفوا الممتلكات، وظاهرة هذه بعض آثارها الوخيمة جديرة بدراسة أسبابها، وبواعثها، والبحث عن جذورها، وتوعية الأمة وبخاصة الشبيبة الناشئة بعظم خطرها، وسوء عواقبها، كيلا يكونوا وقودها وأول من يصطلي بسعيرها.
وقد استشعر ولاة الأمر في هذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية أهمية وخطورة هذه الظاهرة التي أصبحت تقض المضاجع، وتؤرق العقلاء ليس في العالم الإسلامي فحسب، بل في العالم كله على اختلاف مشاربه، وتنوع توجهاته ومعتقداته، فعقدت المؤتمرات والندوات، ومنها هذا المؤتمر المعنون بـ((ظاهرة التكفير: الأسباب والآثار والعلاج)) الذي بادرت جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بالإعداد والترتيب له.
وقال معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور محمد بن صادق طيب: إن الإسلام دين جامع لكل معاني العدل والحكمة والإنصاف والإقساط في كل الأمور (إن الله يحب المقسطين). ومملكتنا الغالية، منذ أن توحدت على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه) لم تفتأ تؤكد، قولا وعملا, أن الدستور الحاكم والمقيد لكل أمور حياتنا هو الشريعة السمحة, سواء من أحكام التنزيل العزيز أو أهداب السنة الشريفة. فلذلك تصدى رجالات بلادنا من أجل تفعيل هذه المصادر الحكيمة من خلال الجمعيات العلمية والجوائز والمسابقات واللجان. ومن أبرز هذه الهيئات (جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة).
فكانت الجائزة، مجالا خصبا لتناول إضاءات السنة النبوية الشريفة والدراسات التي تسبر أغوار المشكلات والقضايا ذات العلاقة.
ونحمد للقائمين على أمر الجائزة اختيار هم هذا العام موضوعا حيويا مهما، ألا وهو موضوع (التكفير) ظاهرة وأسباباً وآثاراً وعلاجاً. وهي ظاهرة تفشت في بعض المجتمعات الإسلامية دون الأخذ العميق بما جاء في أحكام الله وفي السنة النبوية.
فبادئ ذي بدء ينبغي لكل مسلم أن يعلم أن التكفير حق لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يكون أبدا لغيرهما. فمن هنا ينتفي شرعا جواز تكفير أي فرد مهما كانت أخطاؤه إلا إذا توافق ذلك الوضع مع حق الله عز وجل وحق رسوله صلى الله عليه وسلم، أي أنه لا يجوز التكفير إلا لمن كفره الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، كما جاء عند شيخ الإسلام ابن تيمية.
ويقول معالي مدير جامعة طيبة الأستاذ الدكتور منصور بن محمد النزهة: إن مناقشة الأساس الحقيقي لمشكلة التطرف وعلاقته بالتكفير من خلال مؤتمر عالمي يفضي بالأمة الإسلامية إلى فهم القضية التي شغلت بدورها أبناء هذه الأمة أمر يجعل الأنظار جميعها تتجه لإطلالة مؤتمر ظاهرة التكفير الذي يعنى بمناقشة أخطر الفتن التي ظهرت في عصرنا الحاضر, ومدى تحقيق الأهداف المرجوة من إقامته, والتي تكمن في تقديم الحلول المناسبة لعلاج هذه الظاهرة التي تعتبر ذات حساسية عالية يترتب على التعامل معها مستقبل أمة وأوطان.
فالجهد الواضح الذي قامت به جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالإعداد لهذا المؤتمر لضمان نجاحه وخروجه بالمظهر العلمي اللائق وتحقيق المأمول منه ينبئ عن نجاح هذه الرسالة التي يقف خلفها راعيها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حيث يعقد المؤتمر الآمال على المشاركين من علماء ومفكرين بالإسهام في إيجاد الحلول العلمية والعملية للحد من انتشار هذه الظاهرة والوقاية منها فمعضلتها تكمن في كونها إرثًا قديمًا لعب الجهل فيه دوره بالإضافة إلى الأسباب التربوية والنفسية والاجتماعية والتي لعبت هي الأخرى الدور الأكبر في تناميها، فالبعد المتعلق بالتكفير لن يكون أقل من تدمير الأوطان وتمزيق المجتمعات الإسلامية إلى أشلاء تعيدها إلى الوراء لمئات السنين؛ لذا أقيم هذا المؤتمر الخيّر الذي جاء برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - صاحب تلك الإستراتيجية في محاربة الإرهاب والتي حرص من خلالها على إشراك جميع مؤسسات المجتمع في تنفيذها كل في مجال اختصاصه.