|
باريس - عبدالله أباالجيش
سوق عكاظ آخر وتظاهرة ثقافية من نوع فريد وعناية مستمرة وشراكة غنية بالعلوم والفائدة هذه الجوانب وغيرها باتت الملحقية الثقافية السعودية في باريس مركزا لها ومصدر جذب للمفكرين والأدباء, (الجزيرة) قامت بزيارة الملحقية الثقافية في باريس بمقرها الجديد وحلتها الجديدة والتقت بالملحق الثقافي الدكتور عبدالله بن علي الخطيب وجرى معه هذا اللقاء.
* بداية يسعد صحيفة الجزيرة ان ترحب بسعادتكم شاكرين لكم استجابة الدعوة؟
- شكرًا لصحيفة الجزيرة على إتاحة الفرصة لإجراء اللقاء وانه يسرني ويسعدني ان نطلع القراء الكرام على دور الملحقية -الثقافية في باريس.
* هل لسعادتكم أن تحدثنا عن الدور الثقافي والإشرافي الذي تقوم به الملحقية في فرنسا وكذلك الدول التي تشرف عليها الملحقية؟
- دور الملحقيات يكمن في مسارين رئيسين وهذان المساران يسيران بنفس الاتجاه ونفس القوة وكلاهما يدعم الآخر فالمهمة - الأولى المنوطة بالمركوبات الثقافية هي تطبيق وتنفيذ الخطة التعليمية لوزارة التعليم العالي والتي تستقيها من القيادة الرشيدة فيما. يتعلق بالسياسة التعليمية والابتعاث، وكذلك ينبع من هذا المسار إستراتيجية عمل وتفعيل الشراكات الثقافية والأكاديمية بين المؤسسات التعليمية والجامعات في المملكة العربية السعودية ونظيراتها في البلد المضيف أي بالنسبة لنا بين المملكة وفرنسا، وبالحديث عن المسار الثقافي فإنه يجب على الملحقيات الثقافية ان تقوم بهذا الدور فدائما ما يحرص ويوجه معالي وزير التعليم العالي على تفعيل وترجمة سياسة وزارة التعليم العالي فيما يتعلق بالجانب الثقافي والذي يقوم بدعم الجانب العلمي. ومن هذا المنطلق فإنها تعتبر بوابة ثقافية كبرى للتعريف بما وصلت إليه من نهضة ثقافية وحضارية وهذا يكمن في تفعيل وابراز الجانب الثقافي للمملكة العربية السعودية من الآداب والفنون وندوات ومؤتمرات وغيرها العديد من الأنشطة الثقافية.
* كم يبلغ عدد الطلاب المبتعثين في فرنسا بشكل خاص والدول التي تشرف عليها الملحقية بشكل عام؟
- يصل عدد المبتعثين في فرنسا إلى زهاء الألف ومائة مبتعث إضافة الى وجود مجموعة من المبتعثين في سويسرا وإسبانيا.
*ما هي أبرز التخصصات التي يدرس بها المبتعثون في فرنسا؟
- إن البرنامج الذي يشكل العمود الفقري بين المملكة وفرنسا في الفترة الراهنة هو الطب فيما بعد - الاختصاص وأننا كلنا ثقة وأمل بما سوف ينعكس عليه البرنامج من جوانب إيجابية سوف ترتقي بالمستوى الصحي والطبي في المملكة، وذلك نظير ما أثبته الاطباء السعوديون من تميز فريد في التحصيل العلمي والأداء المتفاني في التطبيق والذي جعل لهم نظرة احترام من لدن الاطباء الفرنسيين وبشهادة التقارير التي تصلنا منهم.
* اطلقت الملحقية الثقافية في باريس برنامجا ثقافيا حظي بصدى وشهرة واسعة في الأوساط الثقافية فما الاهداف التي أردتم تحقيقها من خلاله ومن استقطبتم من المفكرين سواء السعوديين او الفرنسيين؟
- البرنامج الثقافي انطلق قبل الصيف ذلك فيما يتعلق بالندوات والمؤتمرات ولكن الانطلاقة الحقيقية سوف تصاحب افتتاح -المبنى الجديد الملحقية فالملحقية تتبنى بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي ووفقا لما يدعم العملية التعليمية في المملكة العربية السعودية تقوم بعمل برنامج ثقافي فيما يتمثل بالندوات والمؤتمرات ومشاريع الترجمة، وكذلك ربط المبتعثين والمبتعثات بهذا الحراك الثقافي المهم وقد شارك بهذا البرنامج عدد من الأساتذة الكبار منهم الأستاذة صوفيا ورى وهي من الأساتذة المؤثرين في جامعة السربون ومن رموز علم تحليل الخطاب وتم ترجمة كتاب لها غاية الأهمية يتعلق بالصحافة فلله الحمد فالمملكة تتميز بحضور قوي لما تمتلكه من مكانة وقلما ان وجهنا دعوة لاحد ولم يستجب نظرا لان العمل الثقافي الجاد والرصين جاذب بنفسه.
* هل لسعادتكم ان تحدثونا عن مشروع الترجمة والإصدارات؟
- تساهم المملكة في بناء جسور معرفية وثقافية للحوار بين الحضارات ونظرا لمكانة فرنسا العلمية والثقافية في العالم أنشأت - وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية مشروعا للترجمة تحتضنه الملحقية الثقافية في فرنسا تحت اسم مقاليد الترجمة والمشروع تحت إشراف هيئة استشارية مستقلة وبرئاسة الملحق الثقافي. ويهتم هذا المشروع بالمؤلفات المرجعية في مجالات التخصص وترجمتها لمد المكتبة العربية بكل مستجدات المعرفة ونقل ما تنتجه المجتمعات المتقدمة في الثورة المعلوماتية واقتصاد المعرفة ومؤخراً تمت ترجمة رواية الخاتم للروائية رجاء عالم. اضافة الى كتاب نهاية الصحف ومستقبل الاعلام لبرنار بوليه وكتاب الجامعة والبحث العلمي كمحرك لتأسيس الشركات للأشكال بوروس وأرنو فيسييه.
* برز في السنوات الأخيرة حراك ثقافي وشراكة أكاديمية بين المملكة وفرنسا فكيف تنظرون لهذا الجانب؟
- ان هذا النشاط والوتيرة الملحوظة لهي ترجمة لسياسة المملكة العربية السعودية والتي توجهت نحو عقد هذه الاتفاقيات - والشراكات وناهيك عن وجود شراكات في تخصصات الطب والعلوم الانسانية واللغة والهندسة وغيرها من العلوم فهناك كذلك كرسي حوار الحضارات في جامعة السوريون باريس بالشراكة مع جامعة الامام محمد بن سعود، وكذلك كرسي إخفاقات وضوابط مالية في جامعة السوربون بالشراكة مع جامعة الملك عبدالعزيز، وهذا يأتي من متابعة دقيقة وعمل دؤوب من معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، ولا نغفل كذلك دور سفارة خادم الحرمين الشريفين في باريس.
* تشهدون في الأيام المقبلة افتتاح المقر الجديد للملحقية الثقافية فما هو الأثر الذي سوف تحدثه هذه النقلة سواء في الجانب الاشرافي او الثقافي؟
- لا شك ان هذا المبنى سوف يساهم بأحداث تغيير كبير في الجوانب الثقافية والأكاديمية اضافة إلى وجوده بموقع متميز - وتصميمه الأخاذ فالمبنى بإمكانياته وقدراته وسعته الاستيعابية الجديدة سيكون لها دور في دعم العمل فالمبنى مكون من ثلاثة طوابق روعي فيها المظهر الجمالي وكذلك الجودة النوعية لمحتوياته وفهناك قاعة بث مباشر مزودة بأستديو داخلي اضافة إلى قاعة اجتماعات ذات الطابع الاحترافي، كما ان هناك صالة عرض خصصت للوح التشكيلية والتي رسمت بأيد سعودية وهؤلاء الفنانون التشكيليون الذين زينوا الملحقية بأعمالهم منهم من سوف يكون متواجدا أثناء الافتتاح كالأستاذ عبدالرحمن السلمان والأستاذة منى السليم والاستاذ عبدالرحمن الحميضي والذين قدموا لنا أعمالا غاية في الروعة.
* ختاما.. هل من كلمة أخيرة في هذا اللقاء؟
- الحقيقة لابد من كلمة حق تجاه وزارة التعليم العالي ووزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ان وزارة التعليم العالي - احرجت الملحقيات الثقافية في الدعم اللا محدود فدائما اردد ان انه اذا وجد تقصير في الملحقية الثقافية في باريس فهو من الملحق الثقافي لا من الوزارة واتقدم بجزيل الشكر والعرفان لوزارة التعليم العالي ولمعالي شخص الدكتور خالد العنقري على متابعته الدقيقة لأعمال الملحقية الثقافية.