{لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} (49) سورة يونس.
انتقل إلى جوار ربه الأخ الفاضل وابن العم الحبيب أبو عبد الله سليمان بن محمد العبد الله الخضيري نتيجة أزمة قلبية في يوم فضيل مبارك يوم الجمعة 11 شوال بعد أن أتم (الخميس) صيام الست من شوال، وقضى العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك في بيت الله الحرام وأرجو الله أن يكون ختامه خيراً وأن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. رحل أبو عبد الله عن دنيانا الفانية فجأة ولم يكن لديه مرض ولا يعاني من شيء لكنها إرادة الله عز وجل ومشيئته.
لقد أحدثت وفاته رنة حزن وأسى لجميع محبيه وعارفي فضله لما يتمتع به من سيرة حسنة وخلق كريم وتواضع جم واستقامة وصلة رحم وتواصل على البر والتقوى. رحم الله أخانا العزيز أبا عبد الله الذي كان نموذجاً في البر والتواصل والمحبة والوفاء كان باراً بأبيه (رحمه الله) حين اشتد عليه المرض.. وكنا عندما نزور والده - عليهما رحمات الله - كان لا يفارقه أبداً سواء عندما كان يرقد بالمستشفى أو في المنزل حتى توفاه الله وهذا العمل العظيم المبارك سيجده عند ربه رفعة لدرجاته ومنزلته.. هذا كان مع والديه أما مع أسرته الصغيرة المكلومة التي أتقدم لها بخالص العزاء والمواساة فقد كان أباً رحيماً عطوفاً ودوداً.
أما علاقاته الاجتماعية وتواصله مع الأسرة الكبيرة (أسرة الخضيري) فقد كان أحرص أفرادها على الالتقاء والتواصل والتراحم سواء في مناسبات الأعياد أو في اللقاءات السنوية، كان شعلة الأسرة ونموذجها بل كان أحد أبرز مرتبي ومنظمي تلك اللقاءات براً ومحبة وإخاء وتواصلاً مع أهله وبني عمومته.. كما كان يحفز أبناء الأسرة وبناتها على الاستزادة من التأهيل وطلب العلم.. وله (رحمه الله) دور بارز في معالجة بعض مشاكلهم وإيجاد عمل لمن لا عمل له منهم.. كان يسعى إلى الشفاعات الحسنة للمحتاجين منهم، لذلك فإن كل هذه الأعمال المباركة وغيرها من العطف على المساكين وإغاثة الملهوفين سيلقاها عند ربه خيراً وأعظم أجراً.. تعامله مع أوساط عمله في الأمانة العامة لمجلس التعاون كان نعم التعامل صورة مشرقة لأبناء المملكة في هذه المنظومة الخليجية فقد أثنوا - كما أعرفهم - على جهوده وعطائه وإخلاصه والتزامه.
فيا رب! نور بالقبول ضريحه
وأسكنه روضاً في جناتك ممتدا
ويا رب! هل للعبد إلاك ملجأ
ويا رب! هل إلاك من يرحم العبدا
رحم الله أبا عبد الله وأنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.. والحمد لله على قضائه وقدره.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.