* ههنا صوت مغبون لم يتهادَ من العالم المُتَخلِّف، ولا من العالم النامي.. ولكنه من الثنائي الغربي بالغين المعجمة، وهو قسيم الثنائي الغربي وَهُوِيَّته رقم (ب)، وهو شريكٌ في كلِّ مغانم ما قبل فاجعة اغتيال العراق وما تداعَى بعد ذلك مِن مغانم الحريق العربي.. إنَّه على الرغم مِن كل الشراكة هذه خائفٌ من عولمة الثقافة الإمبريالية ذات الهوية رقم (أ)، وليس هو خوفاً من المنطق الأيديولوجي الميتافيزيقي (الدين الوضعي الخرافي عن نهاية العالم)، ولكنه الخوف من الغبن الاقتصادي، والخوفُ الأمميُّ القوميُّ الإقليميُّ على القارَّة الأوربيَّة.. إنَّه صوت (جون توملينسون) عن هيمنة الإمبرياليَّة الثقافيَّة الواحديَّة.. والهيمنة الثقافيَّة ههنا هي الشفافيَّة الدعائيَّة لهيمنة الإمبراطوريَّة الواحدة في كل مناحي الحياة، وهذه الهيمنة بالرمز الحسابي تعني أن (الهيمنة الإمبراطورية الواحدة = رؤيا حزقيال عن الدولة العالمية الواحدة).. وظاهرها أنها (إمبراطورية أصحاب عيسى بن مريم عليه السلام)، وباطنها أنها (هيمنة الأعور الدجال اليهودي الذي يرتقبه النفوذ الصهويني على وجه المعمورة اليوم).. قال توملينسون: ((فهاملينك يعبر عن الموقف الثقافي لابن الغرب (1) المسكون بالقلق في مواجهة حشدٍ مُرْبك من الظواهر الكوكبية (2).. وعلينا أن نسلِّم على مستوى ما هو شخصي (3) بِجِدِّيةٍ قلِقةٍ، كما بصدقيَّةٍ (4).. ونفاذ هذا الخطاب الشخصي متاحٌ للأفراد أن يعبروا عن رد فعلهم على النزعات الكوكبية، غير أن علينا أن نعترف بأن هذا لضجيج الكوكبي عن وجود إمبريالية ثقافية يساهم في صياغة الخطاب بطريقةٍ خاصَّة؛ فقولك: (هو ذا التماثل الذي تجلبه الرأسمالية وهنا وهنا...) يعني أنك -بصرف النظر عما إذا كنت ليبرالياً أو جذرياً (5) أو نقدياً من حيث القصد - تضطلع بدور السائح (6)؛ فمشكلة المجانسة من شأنها أن تُقدِّم نفسَها إلى المثقَّف الغربي [بالغين المعجمة] الذي يشعر بتنوُّع الثقافة الكوكبية وغناها على أنها تهديدٌ خاص.. وبالنسبة إلى الناس المنخرطين في كل مثال مستقل يقدِّمه هاملينك؛ فإن المحتمل أن تكون تجربة الثقافة الرأسمالية الغربية (7) متكشفة عن معنى مختلف تماماً، فقط إذا استطاع هؤلاء أن يضطلعوا بالدور الممتاز للسائح الثقافي.. سيكون الشعور بالمجانسة الناجمة عن الثقافة الكوكبية منطوياً على الجانب التهديدي نفسه؛ فابن العشيرة الكازاخستانية الذي ليعرف شيئاً عن (8) (وربما لا يهتم) بأمريكا أو أوربا: لا يحتمل أن يرى آلة تسجيله رمزاً من رموز الهيمنة الرأسمالية الزاحفة، ونحن لا نستطيع دون تهكم أن نقول: إن قلق المثقف الغربي الصادر عن معرفة ينطوي على قدرٍ أكبر من الصِّدقية.. مرةً أخرى يتوقَّف جزءٌ كبيرٌ من القضية على سؤال: من المتكلم (9).. وبعد إقرار هذا يبادر هاملينك إلى استخلاص الاستنتاج الذي أراه معقولاً إلى حدٍّ كبيرٍ من جملة هذه الأمثلة حيث يقول: (ثَمَّة استنتاج واحد ما زال يبدو متمتعاً بالإجماع (10) بات التنوُّع اللافت لمنظومات العالم الثقافية متضائلاً؛ جرَّاء حصول عملية ((مجانسة ثقافية)) غير مسبوقة تاريخياً).. بالنسبة إلى أولئك الذين هم في وضع يمكِّنهم من رؤية العالم ككتلة (11) ثقافية واحدة: يتعذر (12) إنكار وجود عمليات اندماج ثقافي معينة جارية على قدمٍ وساق، وأن هذه عملياتٌ جديدة.. وهذه الأخيرة نقطة مُهمَّة؛ لأن هاملينك حريصٌ على إقرار أن الثقافات ظلت على الدوام تتبادل التأثير فيما بينها، وأن هذا التأثير تمخَّضَ في الغالب عن إغناء الجماعات المتفاعلة))(13).
** لابدّ من المبادرة فوراً إلى الاعتراف بأن هناك آراء تقول بأن طبيعة مثل هذه التجربة في ظل الحداثة الرأسمالية تبقى شوهاء ضحلة آحادية البعد مسلَّعة.. إلخ (14).. غير أن هذا ليس نقداً لعملية المجانسة أو المزامنة بحد ذاتها (15).. إنه نقدٌ موجَّه إلى ذلك النوع من الثقافة الذي تجلبه المزامنة؛ فالاعتراض على انتشار شيئ قبيحٍ ومَقيت (16) على تعميم القبح: أمر مختلِف تماماً عن الاعتراض على نشر الزي أو النمط الموحَّد بالذات (17).. إن الأمر يستدعي إجراء مناقشاتٍ منفصلة حول الرأسمالية كثقافة)) (18).
*** قال أبو عبدالرحمن: ليست المزامنة بمعنى المجانسة، وإنما التجانس بين غير جنسين حصل في ظرفٍ زمنيٍّ واحدٍ، والنقد الذي أشار إليه في أسلوب الترجمة غير المبين هو اغتصابُ الخصوصيَّة بفرض التجانس النشاز.
* ((ناقش طُرقاً تعتمدها عولمة وسائل الإعلام للمساهمة في عمليتَي التجانس والتنوُّع الحاصلتين في بلدان العالم.. يكثر الحديث عن الأمركة التي تتعرض لها البلدان المتأثرة بالولايات المتحدة.. ما الدلائل التي تجدها مشيرة إلى حصول نوع من اليَبْنَنَة والأَفْرَقة و... في ثقافتك ؟؟.. بمعنى اقتباس وتكييف عناصر ثقافية مستمدة من أجزاء أخرى من العالم ؟.. هل يجب أن تكون الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو مُتَمتِّعتَيْن بسلطة تنظيم وسائل الإعلام الكوكبية كما اقترح ماكبرايد؟.. عَدِّد العواقب الإيجابية والسلبية لمثل هذا التنظيم [يعني ابحث عن عدد العواقب ؟].. بفضل تغطيتها العالمية تقوم قناة السي. إن. إن (CNN) [الفصاحة: تقوم السي. إن. إن - بفضل.. إلخ] بتعجيل ردود الأفعال السياسية برأي فريدلاند.. عاين جملة عواقب مثل ((التعجيل)) بالنسبة إلى حل النزاعات بين دولتين أو أكثر.. هل يجعل ذلك الحل أقوى احتمالاً، أم أنه يمهد الطريق لحصول قدر أكبر من سوء التفاهم بين القادة ؟.. في النص المأخوذ عن سنكلير وزملائه نرى أن شركات وسائل الإعلام في البلدان الأقل تطوُّراً تنتج رؤى هامشية بكثافة متزايدة باطِّراد.. فسر ما يعنيه هذا فيما يخص خطاب الإمبريالية الثقافية عن الهيمنة الغربية.. هل يوحي الأمر بأننا نشهد الآن إمبريالية ثقافية مكسيكية، وبرازيلية، وهندية في بعض مناطق العالم بدلاً من الإمبريالية الثقافية الغربية ؟.. تبقى أية [الصواب: أيُّ] ثقافة بنظرِ توملنسون خليطاً لعدد كبير من الثقافات الأخرى.. هل يعني هذا أن الإمبريالية الثقافية مفهوم غير ذي معنى؟.. عند الإجابة عاين تأكيد توملنسون لبقاء الثقافات مقارنة بتحولها وتكيُّفها))(19).
** قال أبو عبدالرحمن: مرَّ على ذاكرتي في أحد الكتب عن كامل الشناوي الذي تُوفي منذ أسابيع عفا الله عنه -وكان من المعمَّرين جداً-، وغاب عني الآن مكان النص: أن أحد الفنانين من بقايا التخت الشرقي القديم حَرِجُ الصدر على زملائه في الحرفة، وكانت شهرته الفنية محدودة، وكان أحدهم يسأله عن قصائد غنَّاها زملاؤه، ومنها قصيدة للشناوي، وكان يتبرأ من سماعه لأي أغنية سألوه عنها، فكان السائل يشيد بحضورها لدى الجماهير، ويذكر كثرة من أثنى عليها من كبار الفنانين، وكان جوابه دائماً (طِظّْ) بالطاء المهملة وأختها المعجمة، وقد تكررت (طِظّْ) فيما أظن أكثر من عشر مرات، وأصلها (طِزّْ) بالطاء المهملة والزاي؛ فظننتها لُثغة، والقوم ذوو لثغاتٍ مليحة؛ فلثغة محمد عبدالوهاب الثاء في السين، فكان يقول في (سيدي): (ثيدي)، وهكذا صاحبة (لا تكذبي) لثغتها في (بس) بَثّْ.. وما أنصف بعض اللغويين في حكمهم بقبح اللثغة بالثاء عن السين، بل هي لثغةٌ مليحة، وأظن أن طَيِّبَ الذِّكر أبا نواس (وهو حُجَّةٌ في مثل هذه المنعطفات) استعذب لثغة الطاث والكاث.. ثم تبيَّن لي أن كلمة (طِظّ) ليست لثغة؛ وإنما ذلك تقاربٌ في المعنى بين (طِظّْ) و(طِزّْ)؛ فالظاء مخرجها من طرف اللسان ملتصقاً بأطراف الثنايا العليا، واللسان حينئذ يخترق الفم من الشفة العليا بينما الثاء تخترق الشفتين من الوسط سوى ميلٍ قليلٍ نحو الشفة السفلى.. والزاي كذلك مخرجها من طرف اللسان، ولا تخرج من الشفتين، ولكن المخرج ينتهي ما بين الثنايا العليا والسفلى، وهما حكايتا صوتَيْن لم يُدوَّنا، فالطَّزُّ وَخزٌ بمثل الإبرة؛ فيكون من دخول الإبرة حكاية صوتٍ ولا سيما إن كان في الجسم فضاءٌ للهواء؛ فالمراعَى حكاية الصوت في الداخل وفق طبيعة مخرج الزاي، والمراعَى أيضاً المطزوز.. والظاء تخترق الشفتين؛ فالمراعَى ههنا الطازُّ لا المطزوز؛ فاقبلوا مني هذا التحليل الفضولي؛ لأنه شبيه بتحليل البنيويِّين.. وبعض العامة يُعيِّنون مكان الطز؛ فيقولون: (طز في عين العدو)؛ فإن قال: (طز، أو طظ) وحرك أصبعه الوسطى فموضع الظز قبيح جداً.
*** عميد القادة العرب، وملك أفريقيا طَزْطَزَ لكل الأمم، وخص العرب بأوفر نصيب من الطزطزة، وكانت ثورته الغريبة المفاجئة ببضع دبابات وتخطيط محكم وراء كواليس الأغيار، وقد تظاهر بحملِ الهمِّ العربي أكثر من جمال عبدالناصر؛ لهذا قال له جمال ما معناه: ((ذكرتني بشبابي))، وقال للناس: ((إني أرى فيه شبابي))، ثم قَبْلَ الطزطزة بعقود أدار عجيزته للعرب، وضُرِب الفلسطينيون على أرضه وهو الذي استقدمهم لحمايتهم، ونحت للعولمة الصهيونية عن فلسطين وإسرائيل كلمة (إسراطين)؛ فغلَّب مادة (إسرائيل) على أن يكون الفلسطينيون الذين هم الأصلُ بدايةَ (الجوييم) المرتقبة في الدولة العالمية الواحدة.
* قال أبو عبدالرحمن: الأمر أخطر من ذلك ديناً وعمالةً وترفاً وابتزازاً وسخريةً بالعقول.. وكان اللسان العربي والقلم العربي جبانين -وصاحب هذه المهاتفة من أجبن الجبناء في هذه المسألة سوى حديث المجالس يُنفِّس بها عما في خاطره-، ولعله بأسباب هذا الجبن عُوقبنا بركام الحريق العربي، ولا أعلم ولا يعلم أحدٌ غيري بالتوثيق التاريخي أن أحداً صدع بالحق بلسانٍ شجاعٍ مثل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في القاهرة، وقبله الملك فيصل لما عمل على انتداب علماء من المسلمين من السعودية وغيرها، وكان طليعتهم الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله تعالى، لمحاجَّته في خزعبلاته الدينية كاختصار القرآن !!.. ولكنهم لم يجدوا عنده إلا السخرية والنفاق بدعوى أنه (لا خلاف بيننا)!!.
** الآن هوى الصنم فارتقبوا الكتب والمقالات والفضائح؛ لأن بني قومنا ذوو شجاعةٍ في الرخاء، ولعل شجاعتنا بدأت منذ أسابيع بكتيِّب (الأراجوز والزلزال).. ولعل قومنا في العالم العربي والإسلامي معذورون في جُبْنهم؛ لأنه يصطاد من يريد ملاحقته في أيّ بلدٍ من بلاد المعمورة بدعمٍ عالميٍّ، وقد مُرِّغَتْ تظاهرات الطائفية بالشجاعة في الأرض منذ اخْتَطَفَ منهم (موسى الصدر)!!.. بل كافأوه بالتأييد له في امتحان الشعب الليبي؛ فوجِدتْ الأسلحة والمرتزقة، وطُرحتْ منهم المبادرات للمصالحة بين الأمة وعدو الأمة.
*** هوى الصنم ولكنَّ فلولاً من الإرهاب العسكري من مرتزقته قد يستغرق القضاء عليها أشهراً، وستستغرق الحرب الإعلامية التضليلية سنواتٍ تشكيكاً في الشعب الليبي المفعم بالدين والشجاعة والرجولة والعروبة، وسيظل الترميم والتنمية للكوادر البشرية عقوداً، وسيظل الحزن آكلاً القلوب جراء فقد عشرات الآلاف.. ولكن هذه الفوادح رخيصة جداً تجاه هزيمة أخطر زعيم زُرِع على بوابة مصر التي هي ثِقَلُ الأمة العربية، وفي أحضان البحر الأبيض المتوسط الذي هو شريان العالم العربي كافَّة، وفي وسط إفريقيا لإيقاف النمو الإسلامي، وتحييد العرب والمسلمين عن مناطق نفوذهم، واحتضان هموم الأغيار الذين يريدون مصادرة وتجزئة أمتنا في القارة الخضراء.
* قال أبو عبدالرحمن: تَعِسَتْ أَرشيفيةُ طويلب العلم التي قَبَرَتْهُ في التقليد، وشغلته عن هموم المسلمين في مثل الحريق العربي.. بل تجرَّأ فجعل الاهتمام بمثل هذا الحريق خارجَ مقاصدِ الشريعة !!.. وتجرَّأ ثانيةَ فجعل العلم الشرعي هو العمل الأرشيفي التقليدي، وجعله مستغنياً عن الموسوعية!!.. ولا أظن أن إنسياً أو جنياً يَتصوَّر أن عبادة الله على بصيرةٍ تتحقَّق بدون أكثر من تخصُّصٍ يُظهر مُرادَ الله دلالةً وثبوتاً بعد ضياع سليقة العرب اللغوية، وفوات معايشة التنزيل والوقائع الشرعية.. ومهمَّتي ههنا قمع هَذْرِ المقلِّدين بدلالة الشرع المطهَّر، وهي دلالةٌ ساطعةٌ كسطوع الشمس في رابعة النهار؛ فلا مجال للتعتيم بأي حيلة؛ ذلك أن الله سبحانه وتعالى سهَّل على عباده فَهْمَ شرعِ ربهم بوسائل سهلةٍ جداً أُلخِّصها في التالي:
أولاً: الرجوع إلى نصوص الشرع مباشرةً بعد جمعها في المسألة التي يبحثها طالب العلم؛ فأما القرآن الكريم -سواء أكان حافظاً له أو لبعضه أم غير حافظ- فحتْمٌ أن يرجع إلى مفردات القرآن وما في معنى كل مفردة؛ لأن الذاكرة تخون.. وأما السنة المطهرة فهي مخدومة على غير مذهب إمامٍ بعينه؛ فقد بُوِّبت عقيدةً وفقهاً وآداباً، وبُيِّن ما تقوم به الحجة ثبوتاً وما لا تقوم به حُجَّة؛ فيحصل له بهذا التصوُّر الأوَّلي وليس على باله نصر مذهبٍ بعينه.
ثانياً: أن يحمي نفسَه بإذن الله من التناقض بما وعاه من تأصيلٍ خلال حياته العلمية مع مراجعة أصوله من كتب أهل التخصُّص في المسألة التي يحرِّرها؛ لتثبيت علمه بتأصيله، وأهم هذه الأصول تحرير أصول المعرفة الشرعية بعيداً عن الفضول الزائد عن الحاجة، ويُوَحِّد أصولاً من علوم القرآن والتفسير، ومصطلح الحديث، وأصول الفقه، وقواعد الفقه العامة المأخوذة بالاستقراء من مقاصد الشريعة.. وأما القواعد الفرعية التي تجمع مسائل محدودة فلا ضرورة لها؛ فهذه يُظْهرها الاستنباط بعد جمع النصوص في المسألة.. وما يلخِّصه ويختاره من أصول المعرفة الشرعية سيجد تنظيمه فيما حرَّره عن نظرية المعرفة البشرية (بدون عين)؛ لأنها الأصل المشترك بين المعارف، وفيما عاناه من الاستنباط ببراهين قطعية أو رجحانية.
ثالثاً: تحرير نظرية المعرفة البشرية (بدون عين) العامة؛ فهذه مصدرها الحس، وحَكَمُها العقل الذي هو شرط التكليف، وهو الذي جعله الله بمصادره الحسية سبيلَ المعرفة بالله إجمالاً كمالاً وتقديساً.. وهو مصدرُ الإيمانِ بالرسل، وعصمةِ الشريعة.. مصدرُ كلِّ ذلك معاناةُ الفرد منذ بلوغه الحلم؛ فالعقل نور الله الفطري المشاع؛ فلا يُعطِّل مذكوراً، ولا يُعْمل مهملاً، ولا يسوِّي بين المختلفين، ولا يفرق بين متساويين، ولا يحكم إلا بعد تصوُّرٍ حصيف، ويعرف ما هو يقين لم يعارضه دافع معتدٌّ به أو غير معتدٍّ به، ويعرف ما هو رجحان لا يعارضه معارض معتدٌّ به، وأنَّ له حكم العلم والعمل ما ظلَّ الرجحان قائماً، ويتوقف فيما تكافأت الاحتمالات حوله بلا ترجيح فيتوقف حتماً؛ لأن تعطيل المعلوم، والقولَ بلا علمٍ هما الحالقة.. ولا يستدل في غير محل النزاع، وما ترجَّح له أنه صحيح ببراهين معيَّنة فلا ينصره بأدلَّةٍ غير دالَّةٍ؛ لأن في الحق غُنيةٌ عن التكثُّر بالباطل.. ويستغل موهبته في دقَّة الفهم، ودقَّة التمييز بين الفوارق والعلاقات، ويُتقن الفارق غير المؤثر.. وما عجزت عنه موهبته فليتعهد الموهبة نفسها بالمران على المحقَّق من نظرية المعرفة، ولْيتَمرَّس على قراءة الأفكار الصعبة حتى يفهمها؛ فقد يفهم في يوم أسطراً، ويفهم في أيامٍ سطوراً، ويفهم في أيامٍ صفحات، ثم ينقاد له الفهم في الكتب الفكرية المطولة.. وليتمرَّس على ما جرَّبه من حدود معرفة العقل، ويتذكَّر كل ذلك من ممارسته؛ فهو يعلم شيئاً من وجه، ويعلم شيئاً من وجوه، ويدري أن علمه: إما علم بوجود شيئ على صفةٍ أو صفات، وإما علم حُكمٍ فيما علمه، وإما زيادة علمٍ بالمعلوم المغيَّب بآثاره؛ وبهذا ينقاد له العلم بواجبٍ متعيِّن، وبما هو محال، وبما هو ممكنٌ أَمْكَن؛ لوجود المقتضي وتخلف المعاني، وما هو محتملٌ لتخلُّف المقتضي وتخلف المانع؛ ومن ثمَّ ينقاد له أيضاً العلم بدين ربه أنَّه على التلقِّي إذا صحَّ دلالةً وثبوتاً بلا اقتراحٍ أو إضافةٍ أو نقصٍ أو استبدال، ويُظهِر له الاستنباطُ الذي أسلفته فهمَ مقاصد الشريعة وما يظهر لنا من حكمة بعض النصوص، وما لم تظهر حكمته فهو على التعبُّد والتسليم، وأعظم حكمةٍ أن ننال رضوان الله بحمل كلام الله على مراد الله، وأن نفوِّض العلم إلى علَّام الغيوب سبحانه فيما لم يظهر لنا بيانه.
قال أبو عبدالرحمن: هذه أصول المعرفة الشرعية على الإيجاز والانتقاء بتجنُّب فضولها وتفريعاتها التي هي ثقافةٌ بشرية؛ فالرسالة مثلاً -وهي مجيليدٌ إذا جُرِّدتْ من الحواشي وتكبير الحروف وكثرة الفراغات بين السطور، وهي من تأليف الإمام الشافعي رحمه الله تعالى-: استيعابها سهل، وهي تُفضي لك بما يخدم نظرية المعرفة الشرعية من أصول الفقه، وتفضي لك بالفضول مما هو ثقافة بشرية لا شرعية مثل التقنين لمسالك العلة وما أشبهها؛ فذلك متروكٌ للعلوم التجريبية الحسية، وقد تنزَّه عنها مثل كتاب الرسالة وكتاب الإحكام للإمام ابن حزم رحمهما الله تعالى، والرسالة كتابٌ آسِرُ البيان، كثير الأمثلة الشارحة.. وتأخذ من علم الأصول أيضاً علوم الدلالة التي هي سبيل فهم المراد، وتأخذ من علم التفسير وعلوم القرآن والمصطلح علمَ ثبوتِ القراءات، ونفي ثبوت بعضها، وهكذا الحديث (وهو علم الرواية)، وتُغذِّي علم الدلالة بما تختصره من علوم اللغة.. ثم تبقى المراجعة للعلوم المساعدة التي تخدم التخصُّص في العلوم الشرعية؛ فنعلم أنَّ وجوه النحو الصحيحة أعمُّ من مراد المتكلم، وأن معاني المفردة والصيغة وحرف المعاني أعم أيضاً من مراد المتكلم؛ فنأخذ من هذا العلم ما هو أدل على مراد المتكلم.. وهكذا البلاغة؛ فنأخذ من أدلة التصحيح ما دل عليه دليل الترجيح الذي يقتضيه مراد المتكلم.. ولا يستوحش المجتهد إن اطَّرح وجوهاً إعرابيةً قال بها المفسرون وهي لا تناسب مراد الله، ولا يستوحش في إظهار وجهٍ يناسب مراد الله يكون صحيحاً في اللغة وإن لم يَرِد في كلِّ ما عُرِفَ من كتب المفسِّرين، وأضرب المثال لذلك بقوله سبحانه وتعالى عن يهود: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (157-158) سورة النساء؛ فقد استوفى السمين رحمه الله تعالى أوجه الإعراب للآية الكريمة التي أوردها المفسرون وليس فيها وجهٌ واحدٌ يقبله الشرع، بل كلها باطلةٌ بضرورة النص الشرعي.. قال السمين رحمه الله تعالى: ((قوله: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} الضمير في {قَتَلُوهُ} فيه أقوال أظهرها أنه لعيسى [عيه السلام]، وعليه جمهور المفسرين، والثاني -وبه قال ابن قتيبة والفراء- أنه يعودُ إلى العلم.. أي ما قتلوا العلم يقيناً على حدِّ قولهم: (قتلتُ العلمَ والرأيَ يقيناً) و (قتلتُه علماً)، ووجه المجاز فيه أن القتل للشيئ يكون عن قهرٍ واستعلاء؛ فكأنه قيل: (وما كان علمهم علماً أُحيط به؛ إنما كان عن ظنٍّ وتخمين).. الثالث -وبه قال ابن عباسٍ [رضي الله عنهما] والسدي وطائفة كبيرة- أنه يعود للظن تقول: (قتلتُ هذا الأمر علماً ويقيناً)(20).. أي تحقَّقتُ؛ فكأنَّه قيل: وما صَحَّ ظنُّهم عندهم وما تحقَّقوه يقيناً ولا قطعوا الظن باليقين.. قوله: {يَقِينًا} فيه خمسة أوجه أحدها أنه نعتٌ محذوف.. أي قتلاً يقيناً.. الثاني أنه مصدر من معنى العامل قبله كما تقدم مجازه؛ لأنَّه في معناه.. أيّ وما تيقَّنوه يقيناً.. الثالث أنه حال من فاعل {قَتَلُوهُ}.. أيّ وما قتلوه متيقنين لقتله.. الرابع أنه منصوب بفعل من لفظه حُذِف للدلالة عليه.. أيّ ما تيقَّنوه يقيناً، ويكون مؤكداً لمضمون الجملة المنفية قبله.. وقدَّر أبو البقاء العامل على هذا الوجه مثبتاً فقال: ((تقديره: تيقنوا ذلك يقيناً)) وفيه نظر.. الخامس -ويُنقل عن أبي بكر بن الأنباري- أنه منصوب بما بعد {بَل} من قوله: {رَّفَعَهُ اللّهُ}، وأن في الكلام تقديماً وتأخيراً.. أي بل رفعه الله إليه يقيناً، وهذا قد نصَّ الخليل فمَنْ دونه على منعِهِ.. أيّ إن {بَل} لا يعمل ما بعدها فيما قبلها؛ فينبغي ألا يصحَّ عنه، وقوله: {بَل رَّفَعَهُ اللّهُ} ردٌّ لما ادَّعوه مِنْ قتله وصلبه.. والضمير في إليه عائد على {اللّهُ} على حذف مضاف.. أيّ إلى سمائه ومحلِّ أمره (21) ونهيه)) (22).
قال أبو عبدالرحمن: كل هذه الأوجه لا يصح منها شيئ يكون مراداً لله لا بيقينٍ ولا برجحان ولا باحتمال، وليس من مُهمَّة المفسِّر ولا مِن مهمةِ شارِح أيِّ نص أنْ يستوعب كل استعمالٍ صحيحٍ في لغة النص كاللغة العربية التي يُفسَّر بها كلامُ الله، بل يأخذ أصحَّ وجهٍ يناسب دلالة الترجيح على مراد المتكلم وإن لم يقل به أي مفسِّر، ولا يتعجَّل المقلِّد بقوله: (هذا خلاف منهج السلف)؛ فالسلف من أهل السليقة لم تُوضع أوجهُ النحوِ في عهدهم، وإنما يذكرون مآل الكلام بسليقتهم.. والتفسير الصحيح ههنا: (وما قتلوه نفياً يقيناً) كما تقول في الإثبات (علم اليقين)، والبرهان على ذلك الوقفات التالية:
الوقفة الأولى: أن الخبر في الخطاب الشرعي عن دعوى يهود أنهم قتلوا عيسى بن مريم عليه السلام، والقتل معروفٌ في لغة العرب، وهو ما يحصل به إزهاق النفس، والله نفى هذا الخبر بأنهم ما قتلوا عيسى، ولم ينفِ الخبرُ محاوَلَتهم قَتْلَه؛ فَحَمْلُ ضمير {وَمَا قَتَلُوهُ} على العلم اعتداءٌ على كلام الله بإلغاء المذكور وهو الخبر عن دعوى قتلهم عيسى، وبإعمال غير مذكور وهو العلم، وبصرفِ معنى القتل الذي هو إزهاق النفس وهو الظاهر إلى معنى الإحاطة بالعلم بغير مانع من الظاهر وبغير دليل على ما هو ليس بظاهر.
والوقفة الثانية: أن حمل الخطاب على معنى: (وما قتلوه قتلاً يقيناً) افتراءٌ آخر على النص الشرعي بلا دليل، وهو معنى باطل في نفسه؛ لأن الإنسان قد يقتل الإنسان مستيقناً قتله، وقد يقتله وهو على الشك من أنه قتله، فلو حُمل الخطاب الشرعي على هذه الدعوى الباطلة لكان المعنى أن يهود قتلوا عيسى، ولكنهم ليسوا على يقينٍ بأنهم قتلوه ؟!!.
والوقفة الثالثة: حمل الخطاب على معنى (وما قتلوه وما تيقنوا قتله يقيناً) عبثٌ آخر بالخطاب الشرعي؛ لأن هذا الحمْلَ أهمل إعمال المذكور وهو {قَتَلُوهُ}، وأعمل غير مذكورٍ وهو (وما تيقنوا) من غير صارفٍ عن المذكور ومن غير دليلٍ على غير المذكور.. وهكذا تماماً تماماً تقدير العكبري رحمه الله تعالى جملة (تيقنوا قتله يقيناً)؛ فهذا تقديرٌ باطلٌ بدلالتي التصحيح والترجيح معاً.
والوقفة الرابعة: أن جَعْل قوله تعالى: {يَقِينًا} معمولاً لقوله تعالى: {بَل رَّفَعَهُ اللّهُ} اعتداءٌ آخر على الخطاب الشرعي بِفَصْلِ قوله تعالى: {يَقِينًا} عن سياقه المباشِر؛ فهو بعد قوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ} مباشرةً، وليس بعد {بَل رَّفَعَهُ اللّهُ}، ثم إن قوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ} نفيٌ لدعوى اليهود الكاذبة أنهم قتلوا عيسى عليه السلام، ورفْعُ الله عيسى عليه السلام جاء الخبر عنه بعد الإضراب بكلمة {بَل}؛ فهو زيادة خبر من الله تعالى بعد إخباره بكذب دعوى يهود، و{يَقِينًا} تأكيدٌ للنفي {مَا}.. أيّ لم يحصل منهم قتله يقيناً لا بيقين العلم منهم ولا بالظن.
والوقفة الخامسة -وهي الأخيرة-: أن الله نفى قتلهم عيسى عليه السلام، وأثبت أن الله حفظه بِرَفْعِه إليه، وأثبت بأنه (شُبِّه ليهود أنهم قتلوه).. أيّ أنهم قتلوا شبيهاً لعيسى عليه السلام في حسبانهم؛ فنتج من هذا بضرورة النص وضرورة العقل التي لا تَحْتَمِلُ إلا وجهاً واحداً: أنهم لم يقتلوه لا بيقين العلم ولا بالظن، وأن قوله تعالى: {شُبِّهَ لَهُمْ} مقترنٌ بنفي القَتْل؛ إذن لم يقتلوه لا بعلمٍ ولا بظنٍّ، وأن التشبيه لهم واختلافهم عن غير علمٍ واتِّباعهم الظنَّ مُثْبِتٌ محاوَلتَهم القتلَ، ومُثْبِتٌ ظنهم شيئاً لم يثبت، ونافٍ حصول القتل منهم -مع شدَّة محاوَلتِهم- لا بعلمٍ ولا بظنٍّ؛ وإنما ظنُّوا بالتشبيه لهم شيئاً لم يثبت.. وثبت بالضرورة أيضاً أن قوله تعالى: {يَقِينًا} تأكيدٌ لنفي القتل، وهو تأكيدٌ مؤكَّدٌ أيضاً بالجملة الإضرابية في قوله تعالى: {بَل رَّفَعَهُ اللّهُ}.
** قال أبو عبدالرحمن: في كل ما مضى من حلقات الفواصل مداخلات أهملتها؛ لأنه حبسني عنها تقديمُ الأهمِّ على المهم؛ ولهذا سأكُرُّ عليها إن شاء الله تعالى بحلقاتٍ أخرى بعنوان: (الشروح والذيول لفواصل الربيع العربي)، وإلى لقاءٍ، والله المستعان وعليه الاتكال.
***
(1) قال أبو عبد الرحمن: أيّ الغرب الأوربي (ب).
(2) قال أبو عبدالرحمن: تعني الكوكبية سكان كوكبنا الأرضي الذي يُساق إلى العولمة بالعصا الغليظة وسياط الإرهاب الفكري التضليلي.
(3) قال أبو عبدالرحمن: يعني الخصوصية الأوربية.
(4) قال أبو عبدالرحمن: أيّ كما نسلِّم على مستوى ما هو شخصي بصدقية أيضاً.. وما أقبح أساليب الترجمة، وما أبعدها عن البيان ودعك من البلاغة والإيقاع اللذيذ!!.
(5) قال أبو عبدالرحمن: الليبرالي صريع مجمل الديمقراطية، والجذريُّ ذو الهمِّ لجماعةٍ معيَّنةٍ قوميَّةٍ أو إقليميَّةٍ.. إلخ، والنقديُّ رجل النقد المحايد وهو من العوالم المُتخيَّلة!.
(6) قال أبو عبدالرحمن: السائح يقوم بدور الناقد المحايد؛ إلا أنه سائحٌ مثقَّفٌ ليس من الضروري أن يكون مفكِّراً.
(7) قال أبو عبدالرحمن: يعني مجموعة (أ) و(ب).
(8) قال أبو عبدالرحمن: معنى هذا الأسلوب الأعجمي: عن أمريكا وأوربا، وربما لا يهتم بهما.
(9) قال أبو عبدالرحمن: إذا كان المُتكلِّم (أ) فلا صدق، وإذا كان المتكلم (أ) و(ب) معاً فذلك هو الصدق المسوِّغ للعولمة؛ وههنا الأَثَرة في الصوت الثنائي الشريك المغبون!!.
(10) قال أبو عبدالرحمن: أسلوب الترجمة الأعجمي يخلو من الروابط، والصواب ههنا: (، وهو أنه بات).
(11) قال أبو عبدالرحمن: الصواب: (بصفته كتلة ثقافيَّة)؛ لأن المراد الوصف لا التشبيه.
(12) قال أبو عبدالرحمن: الأسلوب العربي المبين هكذا ((فإنه يتعذَّر في حقهم إنكار)).
(13) العولمة: الطوفان أم الإنقاذ - الجوانب الثقافية والسياسية والاقتصادية بأقلام عددٍ من الخواجات جمعها فرانك جي، وجون بولي.. وترجمها فاضل جتكر - المنظَّمة العربية للترجمة، ومركز دراسات الوحدة العربية ببيروت - الطبعة الأولى عام 2004 م ص 538 ـ 539.
(14) قال أبو عبدالرحمن: ولكنَّ هذه العيوب تزول إذا اجتمع الشريكان (أ) و(ب)، وقادا مساهمات القوى المتنفِّذة كالصين واليابان والهند في العولمة، وكان للأخيرين نصيبهم النفعي وَفْق المنطق التحليلي، ولا شأن لهم بالمبدإ الأيديولوجي الحزقيالي.
(15) قال أبو عبدالرحمن: الصواب لغة: (في نفسها)؛ لأن الذات ليست بمعنى نفس الشيئ أو عينه؛ وإنما هي لغةٌ ابتدعَها المتكلِّمون ولا وجه لها ألبتَّة في لغة العرب من معنى الذات.
(16) قال أبو عبدالرحمن: مقيت بمعنى ممقوت وزيادة؛ فهي أبلغ، وحذف الواو قبلها أفصح.
(17) قال أبو عبدالرحمن: انظر التعليقة رقم (15).. ولا أرى صحة هذا الفرق الذي ذكره؛ لأن الزي والنمط خصوصية اجتماعية أو دينية لا أثر لها في ضرورة التعاون بين البشر دون دمج عولمي إكراهي.
(18) العولمة: الطوفان أم الإنقاذ ص 544، وانظر التعليقة رقم 11.
(19) المصدر السابق ص 545.
(20) قال أبو عبدالرحمن: لا يصح هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو منزَّه عن مثل هذه الدعوى.
(21) قال أبو عبدالرحمن: لا داعي لقيد (ومحل أمره)؛ وإنما مأموره الذي أمر به جل جلاله يبلغ حيث أراد.
(22) الدر المصون في علوم الكتاب المكنون 4-147-148 دار القلم بدمشق طبعتهم الأولى عام 1407هـ بتحقيق الدكتور أحمد محمد الخراط.