خفّي عليّ ألا يكفيكِ ما كانا
ما عدتُ أبصر في دنيايَ إلانا
أعلل النفس والآمال مدبرةٌ
هيهات أدرك للآمال عنوانا
أخشى عليكِ وخوفي منكِ راهبةً
لا تُضرِمُ النارَ إلا في حنايانا
يا من أُحبكِ لستِ اليوم من جسدٍ
أحببتِ ظنكِ أني لستُ إنسانا
رقيقةَ النفس هل للروح متسعٌ
حتى نضيق بها همًّا وأحزانا
غادرتُ أرضي لا نجمٌ ولا قمرٌ
أهدي به متعبا للروح ولهانا
ماذا أظن ويومي شد مئزره
واستل غارب أمسٍ بات ينسانا
أطالع الأمس والأيام مقبلة
بلا ملامحَ أحصيها وألوانا
ترمي علي شباكا ثم تسحبني
والغيب يرخي على الأيام أجفانا
ليتَ الذي جمّعَ الماضي يفرّقهُ
في غيرِ هذا ولكنْ كان ما كانا
من لي بتشتيتِ روحي بين راهبتي
وبين أيقوناتها كتْبا وجدرانا
ترفرف الروح لكن دونما فرجٍ
والموت أرحم ما للروح أحيانا
كأن قيدكِ إذ طوّقتِ أوّله
في معصمي قال هذا حال أسرانا
ألا خذي ذَوبَ نفسٍ كنتُ صاحِبها
ومارسي الخلقَ في من صار جثمانا
ما أصعب الخلقَ حين البدء من عدمٍ
وأصعب الخلق في إحياء ذكرانا