حينما نتحدث عن اتخاذ المواقف ضد من يسيء لنا، كسعوديين أو كعرب أو كمسلمين، فيجب أن نتخذ الموقف بعقلانية وبموضوعية، وليس بعنصرية. فالسعوديون أو العرب أو المسلمون، بشر مثلهم مثل أي إنسان آخر، يخطئون ويصيبون وقد يرتكبون أفضع الجرائم. وأعرف أشخاصاً، إذا قرأوا مقالاً أو تقريراً يطالب باتخاذ موقف ضد أي كان، فإنهم يحاولون قدر استطاعتهم، ألاّ يتأثروا بالعواطف الشخصية للكاتب، وأن يتعاملوا مع المسألة بكل حيادية، لكيلا يجرفهم التيار. كما أعرف أشخاصاً يطيرون، بسم الله عليهم، بالعجة التي يثيرها الكاتب، ويعتبرون ما يكتبه لا يأتيه الباطل، من بين يديه ولا من خلفه!
وبعيداً عن النمطين، فإن ما يهمني، هو موقف الجهات التي تضم المسيء بين جدرانها. فأحياناً تثبت الإدانة عليه، ويكون فعلاً ممن أساءوا للإسلام أو العروبة أو الأوطان أو الشعوب، ولكن هذه الجهة أو تلك، لا تحرك ساكناً تجاه هذا الرجل أو تلك المرأة. وغالباً ما يكون عذر هذه الجهة، هو: « أنا أتعامل معه أو معها في عمل. أما المواقف الشخصية، فلا علاقة لي بها «!
إن مثل هذه الجهات، هو الذي يجعل إساءات المسيئين تستمر!