الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الملقب بشيخ الرياضيين - طيب الله ثراه - حيث انتقل إلى الرفيق الأعلى وهو يحمل على كاهله حياة زاخرة بالعطاء والتميز، وهو في سن تقارب التسعين.
وفي حدود هذه المساحة المخصصة للمقال التي لا تسمح بالترجمة له، ولا بالتمعن في السيرة الذاتية لحياته مما يضطرني لمحاولة اقتباس لبعض ملامح شخصيته تلك التي تدعو للإعجاب والزهو والإشادة وضرب المثل والتأسي..
ومن المؤكد أن الشيخ عبدالرحمن ليس مجرد حالة فردية لكنه نمط اجتماعي يشارك غيره في اختزال المسافة بين الواقع والحلم فارتبط ممن ارتبطت رؤاهم بالعمل على ازدهار العملية الرياضية وطرحت حينئذ فكرة استثمار العملية الرياضية.
ولما كان كاتب المقال من المنحازين لهذه الاتجاه الذي أخذ يشيع بين الرياضيين المثقفين؛ وأخذ يداعب رؤوس بعض رجال الأعمال المهتمين، وخلاصة هذا الاتجاه.
إن الاستثمار في العملية الرياضية لا ينظر فيه لحساب التكلفة ولكن يتجه مباشرة للعوائد المحققة، ومها حاق بالعملية الرياضية من متغيرات فعوائد مضمونة في إطار كل من الحيز الزمني، والمحيط المكاني - ويظهر ذلك جلياً في حفل التطبيق العملي.
ويأتي الاستثمار في العملية الرياضية عن طريق توجيه الإمكانات لتوفير بيئة رياضية آمنة ومستقرة وهو ما يعني توازناً في توفير الحاجات والإمكانات المادية والفيزيقية وانتقاء الكوادر للأجهزة الفنية، وفرق اللاعبين المهرة بحسب ما تحدده القوانين واللوائح المتداولة مما يعزز من مفهوم الرياضة لكل الشعب بمعناها الشامل كشرط جوهري لصلاحية البيئة الرياضية، وهذا يعني أن جوانب الاستثمار في العملية الرياضية كانت أكبر بكثير من حسابات التكلفة المباشرة حيث إن مردودها الاجتماعي جد عظيم.
ومن قبل هذه المتغيرات يتبدى لنا عبقرية القائمين على العملية الرياضية على مدى الزمن الرياضي السعودي ومن هؤلاء العباقرة نسجل بكل فخر وإعزاز اسم الراحل العظيم شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد هو من جيل العمالقة المؤسسين لنادي الهلال الرياضي في العام 1377هـ وقبله نادي الشباب عام 1367هـ وأمضى مع كليهما مواسم رياضية عديدة متواصلة ومستمرة ومثمرة دائماً بالإنجازات الباهرة.
وكون أن كاتب هذا المقال كان لاعباً شاباً برفقة زملاء دربه مبارك عبدالكريم وسلطان مناحي وعبدالله بن عمر وأخيه يرحمه الله وحميد جمعان ومحمد عبدالواحد رحمه الله وباحطبة وغيرهم وعذراً لعدم ذكر الأسماء كلها في فريق كرة القدم بنادي الهلال، فقد لازم الشيخ فترة طويلة ونهل من فكره وخلاصة تجاربه الحياتية الرياضية، فلمست في الشيخ عبقريته الفذة وكفاءته العالية في الجوانب الفنية والإدارية، ويذكر له ما كان يوصي به رجاله دائماً بتعزيز القدرة على التماسك، وضرورة امتصاص الصدمات والانفعالات المصدرة إلينا من الفرق الأخرى عبر المباريات الودية أو التنافسية في مشوار البطولات مع الفرق المحلية والإقليمية والدولية ونسجل له مقولته الغالية بضرورة تحلي الرياضي بقيم وأخلاق الرياضة، فكم كان الفقيد الغالي عاشقاً للرياضة والرياضيين والمحبين وكم شهدوا له بالكفاءة والقدرة على التوجيه الإيجابي للمسيرة ولا يختلف عليه أحد في رؤى أو أفكار أو اتجاهات فهو المثل والقدوة في الحفاظ على كرامة الرياضة والرياضيين.
رحم الله شخينا رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون.