فقد الحادي عشر من سبتمبر الكثير من تداعياته بعد مقتل صانعه الأكبر أسامة بن لادن وصار ذكرى تحاول بعض وسائل الإعلام إزاحة الغبار عن بعض الوجوه مثل بوش وفريدمان وابن لادن.
الذي بقي في الصورة بقوة ما يتفق العالم على تسميته بالنقاب الوهابي والذي حضر بقوة في أوروبا وأمريكا بعد الحادي عشر من سبتمبر وخرج من صورته الاجتماعية الصرفة التي كانت معروفة عند قبائل نجد بالبرقع وانتشر في الخليج ثم اتخذ صبغة دينية في المدرسة الحنبلية السلفية وتعداها وصار مألوفا في مصر وسوريا ثم انتشر في أوروبا وأمريكا كردة فعل على موقف الغرب من المسلمين بعد أحداث سبتمبر، حيث تحول إلى صراع هويات وأصبح المسلمون يصرون عليه كمقاومة للقوانين التي صيغت ضدهم والنظرة المريبة التي عانوا منها بعد سبتمبر الشهير.
ويقترح المفكر الإسلامي محمد المختار الشنقيطي أن تترك الدول الغربية مهمة إقناع المسلمات في الدول الغربية بعدم ارتداء النقاب لعلماء الدين الإسلامي فهم على علم ويقين أن تغطية الوجه ليست واجبة في الإسلام, بل إن ارتداء النقاب في بلاد الغرب يدخل في ثوب الشهرة لندرته وغربته ولفته الاهتمام وهو ما نهى عنه الإسلام.
محاربة النقاب بالقوانين والإزالة أوغر صدور المسلمين في الغرب وجعلهم يعدون ذلك إهانة وتعسفا ومنعا للحريات وفي مراحل الضعف والإحباط يتمسك الناس بتوافه الأمور ويتركون عظائمها وينشغلون بالمظهر عن الجوهر.
وقد كتب الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي مرة (أن بعض الأوروبيين يطبقون على المسلمين لعبة الثور الإسباني، حيث يلوحون لهم بقطعة الثوب الحمراء، فيثور المسلمون حتى تخور قواهم في ردود أفعال زائدة وغير موزونة. وتلك علامة على عدم النضج).
فهل النقاب الوهابي هو إشغال جديد للمسلمين عن قضايا أكثر جدية وأهمية؟؟
f.f.alotaibi@hotmail.com