مرَّت على قناة الإخبارية مراحل أحسسنا خلالها، بأننا أمام مشروع إعلامي محلي، يعبِّر عن صوت الإنسان البسيط، في الشوارع والأحياء المتواضعة، وفي المدن والقرى المتباعدة. ولقد كنا نقول حينها، إن الدعم الذي توفره الوزارة لهذه القناة، يعكس وعي المسؤولين، في إتاحة الفرصة للرأي الآخر الذي قد لا يمكن طرحه في القناة الأولى. وهكذا، سارت قافلة هذه القناة الشابة، بكل ثقة وطموح، لتسجل حضوراً إعلامياً لافتاً على المستوى المحلي.
اليوم، لن نقول إن الإخبارية تراجعت وتحولت إلى قناة عادية، لكننا سنقول، إن الدعم الذي كانت تحظى به، لم يعد ربما متوفراً. أو ربما أن التميز الذي كانت تتميز به، سبَّبَ أنواعاً عديدة من الصداع لمسؤولي الوزارة، فاستخاروا الله، وأقفلوا أبواب التميّز.
مهما يكن من أمر، فإننا نغار على قناة الإخبارية، ونريدها أن تعود لتتبوأ موقعها الهام المنفتح على هموم ومشاكل الطبقات الوسطى والفقيرة. هذا الانفتاح الذي لفت الأنظار إليها، وأتاح لها أن تبدع العديد البرامج الخلاقة، والتي اكتشفنا من خلالها جيل جديد من الشباب المهني، الذي لم يجدوا تربة ترعاهم سوى الإخبارية. وإذا كان هناك من يقول إن الخلل من داخل الإخبارية، فإن ثمة مَنْ سيظل متفائلاً بأن ما يجري في الإخبارية اليوم، هو إعادة ترتيب أوراق.