اعتدنا على أن يجتمع عددٌ من التجار لتأسيس شركة يكون هدفها الربح البحت، وتعوَّدنا على أن يؤسس أصحاب مصلحة محددة شركة، لكننا لم نسمع أن فقراء يقررون إنشاء شركة ذلك لأنهم فقراء.
ولأنهم لا يملكون القدرة التنظيمية التي يملكها غيرهم.
كما أن الفقير يفتقد ويفتقر إلى القدرة على المبادرة.
فأنا هنا أطرح بالنيابة عنهم فكرة إنشاء شركة يحصر فيها التأسيس عليهم وكذلك الاكتتاب، كما أنه بالإمكان حصر تداول أسهم هذه الشركة عليهم.
وتأسيس هذه الشركة سيكون له فوائد عديدة منها مثلاً:
1 - تحسين دخول الفقراء.
2 - توظيف أكبر عدد منهم.
3 - إعطاؤهم الإحساس بالأهمية.
ويمكن تمويل هذه الشركة.. أي إيجاد رأس المال بالطريقة الآتية:
يُطلب من أي شخص مستفيد من صندوق الضمان الاجتماعي تنازله عن مخصص شهر ليدخل في تأسيس هذه الشركة وتقوم الحكومة بدفع مخصص شهر كمشاركة منها في حصة المؤسس، وعند النظر إلى عدد المستفيدين من الضمان الاجتماعي فإن توفير رأس المال سيكون أمراً سهلاً خصوصاً بدعم الدولة الرشيدة - وفقها الله -.
وقد يكون تحديد غرض الشركة بالنظافة والصيانة الخاصة بدوائر الحكومة أمراً ممتازاً، حيث ستكون الرقابة المالية سهلة وممكنة لانحصار التعاقد مع جهات الحكومة.
وسوف يُسهّل هذا العرض توظيف أكبر عدد من المحتاجين المستفيدين من الضمان الاجتماعي.
ولو نظرنا إلى ما تدفعه وزارة التربية والتعليم مثلاً لنظافة المدارس التابعة لها لوجدنا أن مبالغ طائلة تُصرف لمؤسسات وشركات تستخدم العمالة الوافدة.
كذلك فإن هذه الشركة تستطيع تقديم خدمة حراسة المدارس (بوابين) وبذلك تزيد من توظيف المحتاجين.
وبطبيعة الحال فإن تحسين دخول المستفيدين من الضمان الاجتماعي عن طريق دخولهم في هذه الشركة سيخفف في المستقبل المتوسط والبعيد الأعباء التي تقع على كاهل الحكومة.
ويمكن أن تكون هذه الشركة تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية ويرأس مجلس إدارتها الوزير الذي يحدد بنظامها الأساسي.
هذه فكرة آمل أن يتفاعل معها أصحاب الرأي والمختصون بالنقد والتعديل لعل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها حقيقة يوماً من الأيام.
استشاري اقتصادي - بريدة