تعقيباً على ما ينشر في «الجزيرة» من أخبار تتعلق بارتفاع الأسعار في كل السلع وآخرها المستلزمات الدراسية أقول: عندما ينظر المرء إلى التسلسل الهرمي للسلطة يجد أن جميع الأنظمة واللوائح التابعة وضعت في صالح أبناء الوطن وأوجدت من أجل بناء هذا الوطن على أساس العدل والمساواة، والمواطن عندما يشعر أن القاضي لم ينصفه وضع دائرة تمييز وفوق التمييز هيئة عليا للفض والموظف جعل ديوان الخدمة المدنية وفوق الخدمة المدنية هيئة رقابة وتحقيق وفوق هيئة الرقابة ديوان المظالم فكل هذه الدوائر وضعت من أجل إنصاف المواطن في قضايا ضد كل من أراد به السوء في هذه البلد.
فإذا ولاة الأمور برأت ذمتهم مما يتلاعب بمقدرات المواطن وإذا كان هناك تقصير فهو من الدوائر التي أوكلت لها مهمة مراقبة مصالح المواطن وحمايتها من العابثين بها والكثير من رؤساء الدوائر الحكومية يفرطون بمصالح المواطن وهو موت ضمير هذا المسؤول أو ذاك طمانة منه أن مفاتيح العقاب بيده مستغلا صلاحيات في هذا المنصف لنهب ثروات هذا البلد لصالحه مبعداً التهمة عنه وأن التقصير هو من ولي الأمر ويظن هذا المسؤول أو ذاك أن المواطن لا يعرف الأمور وهذا من جهل المسؤول والذي لم يدرك أن المواطن السعودي لديه الثقافة العامة وأن ولاة الأمور لم يقصروا بشيء وأن التقصير جاء من هؤلاء المسؤولين الذين يمثلون الطابور الخامس والذي يحرص على عمل فجوة بين المواطن وولاة الأمر وهذا لن يحصل بإذن الله وأن المرحلة الآتية سوف يتحول المواطنون للرفع للمقام السامي عن التقصير في هذه الدائرة أو تلك.
بعد هذه المقدمة القصيرة والمختصرة نعود إلى موضوعنا عن حماية المستهلك في وزارة التجارة إلى حماية للتجار وبدليل كثرة البلاغات التي ترد إلى حماية المستهلك ولا تفعل شيء وبدليل عندما تكشف حماية المستهلك أحد المخالفين مخالفة واضحة تغلق المحل ثلاث أيام ومن ثم يعود وكأن شيئا لم يكن وعندما تكشف أن أحد المحلات خالف في التسعيرة وزاد فيها وعندما تجادله لماذا رفع الأسعار يقول لك اشتك على حماية المستهلك وكأنه واثق أن حماية المستهلك تعلم عن الزيادة وأعطته الضوء الأخضر لذلك.
إن على المسؤولين الذين باعوا دينهم وضمائرهم أن ينصتوا جيداً إلى قول الله سبحانه: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} ومن ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر فكم من مسؤول كان من أصحاب الضمائر الميتة عندما أحيل على التقاعد تخلى عنه أصدقائه والمقربون وأصبح وحيداً معزولا عن العالم.
إن المواطنين جميعاً يهيبون بدور الديوان لمراقبة هؤلاء اللصوص والمنحرفين عن خدمة وطنهم والتشهير بكل من خان ضميره فالإسلام يشجع على التشهير بكل من انحرف عن الطريق فالسارق شهر به بقطع يده والزاني يجلد ويرجم والقاتل يقتل ليدفع الآخرين ويحسبون ألف حساب قبل إقدامهم على الجرم ومن ثم يستتب الأمن وتصلح أحوال الأمة.
حمد بن عبدالرحمن الحقيل - المجمعة - الحائر