علاقتي بالمؤسســات الإعلاميـة عموما والمحلية تحديداً، تبـدأ وتنتهي بمواقعهـا، أو بواباتهـا الإلكترونيـة وخدماتهـا التفاعلية والإخبارية.
والحقيقة أن حضورها المتفاوت محير لدرجة الملل أحيانا، إذ لايوجد بينها من يرقى إلى التميز التام، في التحديث واستمرار التطوير أو يقدم لخدمات خاصة، أو لناحية النوعية والجودة والمضمون باستثناءات محدود جدا.
من الواضح انها لازالت تتعامل مع الانترنت والخدمات التفاعلية بجدية أقل، وأصبح توفر مواقع الكترونية لها لأهداف وغرض التواجد على الانترنت فقط، لا استثمار إمكاناتها، فالخدمات متشابهة، لدرجة أصبحت الصحف نسخاً متطابقة -تقريبا- بعيدا عن الابتكار والتنوع.
الوصول السهل للمحتوى و المعلومة بشكل محدد، وهو الاختبار الاول للجودة، احيانا تشعر انك تسبح في نهر معلوماتي بارد بلا بداية أو نهاية أو إشارات، فيما محرك البحث لا يقدم أداءً متوازياً مع الكم المعلوماتي اليومي المقدم، والاعتماد غالبا على مساندة محرك قوقل.
الغالبية تتصف بالجمود في عرضها، مما يفقد الكثير من صيغتها الحيوية والشبابية، التي هي السمة الغالبة للمستخدمين، مكتفية بإضافة روابط مشاركة الفيس بوك وتويتر وأحيانا اليوتيوب. وخدمات مقدمها بطريقة كلاسيكة عموما، مكتفية بالتعليق المشروط بموافقة مراقبي الموقع.
أي أن المواقع الاعلامية وتحديدا التابعة لمؤسسات إعلامية ضخمة، هي مجرد نسخ متشابهة في التقنيات المستخدمة لناحية العرض والتوظيف، فيما التفاعل يعد محدوداً جداً باستثناء زوايا الرأي التي تتنافس مواقع عدة لالتقاطها.
لكن تبقى مواقع الصحف المحلية، أحسن حالا من صحف سعودية يفترض ان تكون جغرافية تأثيرها أوسع، خذ مثلا موقع جريدة بحجم الشرق الاوسط متواضع في عرضه، ويحدث مرة واحدة وقت طباعة الجريدة الورقية، والحال بشكل أسوأ لجريدة الحياة.
صحيح ان العائد الذي تتحصل عليه الخدمات الالكترونية للمواقع الاعلامية محدود، ولايغطي التكاليف لمجمل القيمة التشغيلية، لكنه لا يستثمر في تطوير الخدمات، ولم تحرك امكانياتها في سبيل عملية الابتكار بعيدا عن التقليد في تقديم خدمات يمكن لأي مدونة أو موقع شخصي توفيرها.
الواضح ان المؤسسات الاعلامية لا تأخذ جوانب الاعلام الجديد والخدمات التفاعلية المباشرة وغير المباشرة بجديدة ترقى لتأثيرها اليوم ودورها في تشكيل الرأي العام وتوسيع انتشارها وعلاقتها بالقراء.
هذا التواضع للخدمات وتقليدية طريقة الوصول للمتلقي تظهر جانبا من التحديات التي تواجهها المؤسسات الإعلامية المحلية، أمام اتساع مستمر للفجوة، وضعف فهم الجمهور الحديث، كالإعلام الجديد مضموناً وشكلاً، وهذا في اعتقادي سبب تراجعها امام الصحف الالكترونية.