|
الطائف - هلال الثبيتي:
تنطلق مساء بعد غد الثلاثاء أولى عروض مسرحية زهير بن أبي سلمى وذلك ضمن فقرات حفل افتتاح مهرجان عكاظ التاريخي بمحافظة الطائف والذي يرعاه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة.
ويحل شاعر السلام زهير بن أبي سلمى ضيفاً على النسخة الخامسة لسوق عكاظ هذا العام، حيث تتناول شخصية الشاعر متجاوزة مرحلتها التاريخية إلى لحظات تاريخية أخرى تمتلك تعقيدات مشابهة، ويستلهم نص المسرحية إنسانية الشاعر وحكمته وحبه للسلام، بأسلوب درامي غير مباشر يعتمد على علامات مسرحية تشير للحوادث الراهنة ولا تسميها، وبعيداً عن السرد التاريخي للشخصية، حيث تبدأ المسرحية من الزمن الذي توقفت فيه حرب (داحس والغبراء)، انطلاقا من جثث قتلى المعركة من (عبس وذبيان).
المسرحية لن تكون سرداً تاريخياً لحياة الشاعر زهير بن أبي سلمى، بل ستتجاوز ذلك إلى استحضار الحياة السياسية والاجتماعية في ذلك الحين وإسقاطها على عصرنا الحالي، مع الاحتفاظ بوثيقة الشاعر في كتب التاريخ.
ويقول منتج المسرحية عمرو جابر القحطاني « نقدم زهير بن أبي سلمى كشاعر ساهم في خلق السلام في عصره، وهو الأمر الذي نحتاجه في زماننا هذا، وركزنا في استحضارنا للماضي على عنصر السلام وقوة الصف الواحد كمطلب رئيس»، واستطرد « أبدع الكاتب الدكتور شادي عاشور في هذا العمل من خلال قراءته للحدث وإسقاطه على الوقت الراهن، كما رسم المخرج رجاء العتيبي شكلا بصريا خلاقا سيجسد أحداث العمل على خشبة المسرح بطريقة إبداعية تتكامل فيها العناصر الفنية، لتظهر بصورة تتوازى مع مسرح عكاظ، والذي يعد اليوم أهم مسرح يقدم في السعودية.
وقال مؤلف المسرحية الدكتور شادي عاشور» كتبت الشاعر زهير من خلال اصطياد لحظات محددة في تاريخه الشخصي، فما التقطت من حياته ما كان جديرا بأن يكون مسرحية قابلة للعرض، فلم أكتب زهير ذاته، وإنما كتبت روح زهير «، وتابع القول « كتب النص كمقاربات تتقاطع مع أحداث عصرنا الحالي، ولم تنقل زهير في أذهاننا، حيث ابتدعنا شخصية ثانية للشاعر، من خلال منهجية تختلف عن منهجية الباحث العلمي، أملاً أن تكون المسرحية في مستوى تطلعات سوق عكاظ «
و بين مخرج المسرحية رجاء العتيبي أن تقديم شخصية زهير يجيء من خلال فلسفة واعية قرأت تاريخه جيداً, وستظهره كنص بصري موازي يدعم فكرة النص ويعزز أفكاره مشيرا إلى أن مهمته الأساسية كمخرج للعمل هو إظهار عمل ملحمي كبير كمسرحية زهير، تتركز في تصميم عرض بصري قائم على شروط السينوقرافيا من خلال تأثيث الفضاء المسرحي بفرجة بصرية مستمرة لا تنقطع، ومليئة بالدهشة والتكوينات والعلامات، متطلعا أن يكون العمل قيمة مضافة للمسرح السعودي، وقال: إن المسرحية تبدأ من حيث توقفت حرب داحس والغبراء « .