|
بيروت - جنيف - وكالات
طالب السكان الذين يعيشون بالقرب من الحدود الشمالية للبنان مع سورية أمس السبت الجيش اللبناني بنشر مزيد من القوات في المنطقة لحمايتهم من نيران القوات السورية. وجاءت تلك الدعوة بعد يومين من إطلاق القوات السورية النار على بلدة الكنيسة عند الحدود الشمالية للبنان مع سورية ما أدى لإصابة مدني لبناني. وقال السوريون إنهم أطلقوا النار عن طريق الخطأ على المدنيين
معتقدين أنهم منشقون سوريون. وعلى الرغم من عودة الهدوء إلى الحدود اللبنانية السورية يخشى السكان من تكرار تلك الحوادث لاسيما مع مواصلة القوات السورية عمليات البحث واسعة النطاق عن منشقين فارين إلى لبنان للهروب من حملة القمع التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وارتفعت حصيلة القتلى برصاص قوات الأمن أمس الأول الجمعة إلى 47 قتيلا بعد أن خرج محتجون مطالبون بالديمقراطية إلى الشوارع في العديد من المناطق بسورية متحدين حملة القمع الوحشية التي تشنها الحكومة, طبقا لنشطاء المعارضة. وفر حوالي أربعة آلاف سوري إلى لبنان المجاور بين مارس وسبتمبر في حين تشن السلطات في سوريا حملة قمع دامية ضد حركة الاحتجاج غير المسبوقة التي تهز البلاد، بحسب الأمم المتحدة. وقالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في تقريرها الأسبوعي إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في شمال لبنان زاد خلال الأسبوعين الماضيين من 2898 في نهاية أغسطس الماضي إلى 3580 بحلول الرابع عشر من سبتمبر الجاري.
وأضاف التقرير أنه خلال الأسبوعين الماضيين وصل لاجئون جدد معظمهم من بلدتي هيت وتل كلخ في محافظة حمص السورية حيث
تندلع أعمال عنف في هاتين المنطقتين. بدوره أكد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا /أوتشا/ على الحاجة الملحة لحماية المدنيين من الاستخدام المفرط للقوة في سوريا خاصة في ظل طبيعة الأزمة الممتدة لافتا إلى أن الاضطرابات المدنية على نحو متزايد تخلف عواقب إنسانية تشمل النزوح وصعوبة الوصول إلى المساعدات الطبية وعدم انتظام الأنشطة الاقتصادية . إلى ذلك أعلن المعارض السوري صلاح الدين بلال الجمعة في باريس أن الضابط في الجيش السوري حسين هرموش الذي فر إلى تركيا في يونيو وظهر الخميس في سوريا تعرض للخطف بعد وقوعه في شرك.
وقال بلال الذي يعيش في ألمانيا وجاء إلى باريس للمشاركة في مؤتمر للمعارضة السورية نهاية الأسبوع إن المقدم هرموش كان على موعد خارج المخيم مع رجل تركي عرض عليه تزويد المعارضة السورية بالسلاح. وأضاف «في ذلك اليوم اختفى هرموش وتعرض للخطف وأعيد بالقوة إلى سوريا». وقد بث التلفزيون السوري مساء الخميس «اعترافات» للمقدم حسين هرموش قال فيها إنه فر من الجيش بسبب «ما شهدته الساحة من أحداث دامية حيث سقط في الشارع قتلى كثيرون».من جهته دعا المعارض السوري رضوان زيادة مؤسس مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان الدول الغربية إلى «استخدام نفوذها» للعمل على استصدار قرار في الأمم المتحدة بشأن سوريا، معتبرا أن «لا أحد يدعم المعركة من أجل الحرية» في بلاده لأنها لا تملك «نفطا»، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة ليبراسيون أمس السبت. وقتل أكثر من 2600 شخص في سوريا خلال حملة القمع التي تشنها الحكومة على المتظاهرين والتي بدأت قبل ستة أشهر طبقا للأمم المتحدة.