فاصلة:
(لكل واحد بالنسبة إلى ذاته، نظام جيد، شرط أن يتمتع بالجدارة لمراقبة نفسه عن كثب)
- حكمة لاتينية -
لماذا تجتهد الأم السعودية أن ترافق أولادها ذكوراً وإناثا في ذهابهم مع السائق إلى مدارسهم وإلى أي مكان يريدون الذهاب إليه منذ أن كانوا في مرحلة الطفولة وحتى المراهقة، هذا يشكّل عليها ضغطا نفسيا خاصة إذا كانت امرأة عاملة والسؤال لماذا؟
الأم السعودية لا تثق بالسائق ولا تثق بالخادمة، ولا تثق بالعالم الخارجي حول أطفالها، والمؤلم بالفعل أن هذه الرؤية تنتقل بشكل غيرمباشرللأطفال الذين يكبرون وفي ذهنهم أن العالم متوحش.
هذا الخوف غير المنطقي من قبل الأمهات للأسف يكبر مع الأطفال ويفقدهم الشعور بالأمان الداخلي، ويولد لديهم الشك في الآخر.
ربما يرى بعضهم أن هذا الموضوع اعتيادي، وأن الأمهات يصاحبن أولادهن لحرصهن عليهم من المخاطر، وهنا يكمن السؤال
ما هي المخاطر؟ لماذا لا توضحها الأمهات للأبناء، ربما لأنها غير واضحة للأمهات أنفسهن.
مع أن لدينا كثيرا من الآيات القرآنية والأدعية والأقوال المأثورة التي نحفظها عن ظهر قلب، ومع ذلك لا نسمح للأطفال أن يعيشوا تفاصيل الحياة كما هي في الواقع.
الحياة ليس هي ما نعيش بل هي التي في دواخلنا من قيم ومعتقدات وأفكار.
أين يكمن الخطر؟ وأين يكمن الأمان؟
والأولى أن نفتش عن الأمان في دواخلنا، وإلا فلا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نمنحه لأطفالنا.
أطفالنا يكبرون محاطين بكثير من الحماية التي تبدو أحيانا غير مبرّرة.
بالرغم من إيماني بمخاطر السائقين والخدم واحتكاكهم بأطفالنا دون رقابة لكن الأمرأكبر من الشك في من يعملون موظفين في منازلنا، الأمر يتعلق بنا نحن كيف نفكر في هذا العالم الذي نعيشه.
الحل في الحماية الزائدة لأبنائنا بل بإيجاد حل لنعيش في بيئة طبيعية.
ألا يمكن أن نجد حلاً لحياتنا مع أبنائنا غير الطبيعية!!
nahedsb@hotmail.com