وقعت المديرية العامة للسجون عقداً بمبلغ يتجاوز المليار ريال، لمدة ثلاثة أعوام، لإعاشة السجناء في جميع سجون المملكة في جميع أنحاء المملكة. ولقد شمل العقد بنوداً كثيرة، اعتمدت في صياغتها على توفير الأفضل من ناحية التجهيز وما يُقدم من وجبات، روعي فيها التنوع الدائم والجودة العالية، وذلك باستخدام الأجهزة الجديدة والمتطورة. هذا ما ذكره المسؤولون في الإدارة العامة للسجون في المادة الصحفية التي وزعتها على الصحفيين قبل أشهر. ولقد أرفقوا مع المادة صوراً للوجبات الجديدة المغلفة بأحدث الطرق والمحتوية على ما لذّ وطاب من الأطعمة، وصوراً أخرى لعمال الشركة، وهم يجهزون الوجبات للمساجين، بواسطة أنظف وأرقى الوسائل.
جميعنا نعرف أن ثمة توجيهات لتطوير السجون، سواءً من ناحية إنشاء المباني والتجهيزات، أو من ناحية توفير البرامج التأهيلية والترفيهية والغذائية. وجميعنا نثق أن هناك استجابة سريعة من قبل مسؤولي هذه المؤسسات الإصلاحية، ولكن البيروقراطية المعتادة، والتعامل الوظيفي مع التوجيهات، يجعل الأمر يبدو في البداية مفرحاً ومشجعاً، ثم مع الوقت، تتحول الوجبة التي طالعناها في الصحف، إلى تلك الوجبة القديمة. وتتحول البرامج المبهجة على الورق، إلى برامج لا يستفيد منها أحد. وهذا ليس تقليلاً من شأن الاجتهادات التي تبذلها الإدارة العامة للسجون، بل هو إقرار بالظاهرة التي تحدث على أرض كل المؤسسات الحكومية، مستشفيات ومدارس وطرق وحدائق عامة!