مع الأسف نقول حتى اليهود في فلسطين لم يهدموا مساجد الفلسطينيين ولم يدخلوها، على الرغم من حقدهم الدفين على الإسلام والمسلمين وعلى الرغم من العدوان المزمن، والاحتلال المستمر، بينما في سورية البلد المسلم العربي، لم تتورع قوات النظام السوري عن أن تستهدف المساجد وتقصفها وتجرح من بداخلها، وتكسر وتخرب ما بداخلها، لم يمنع احترام بيوت الله الجنود التابعين لنظام حاكم سورية من الدخول إلى المساجد بيوت الله، وهي ذات حرمة وأماكن عبادة مقدسة، وكأن المصلين الذين يستقبلون وجه الله تعالى وفي شهر كريم هم العدو، وكأن المصلين والمساجد هم السبب في قيام ثورة الشعب السوري، وليس الظلم والاستعباد، ولعل منظر استهداف منارة مسجد عثمان بن عفان لأكثر من ربع ساعة بالرصاص حتى أسقطت، على أصوات المكبرين، لخير دليل على عدم خشية النظام من ردود أفعال ما يقوم به من جرائم تجاه السوريين العزل ومساجدهم، ولعل مشهد منارة المسجد وهي تهوي على الأرض ستظل تعانق ذاكرة كل مسلم في سورية وخارج سورية، ليتذكر ما امتد به العمر الكيفية التي يقود بها نظام الأسد سورية البلد العربي المسلم، ولم تكن تمر أيام على سقوط منارة مسجد عثمان بن عفان، حتى أتى الدور على اقتحام مسجد الرفاعي بعد صلاة التراويح ليلة 27، لتشن قوات بشار الأسد حملة اعتقالات وضرب للمصلين وتحطم كل ما هو داخل المسجد، في منظر مؤلم لم تراع فيه قدسية المكان والمناسبة، ونفس الأمر يتكرر حين تعرض المسجد العمري بدرعا لهجوم من جنود النظام السوري وشبيحته.
بعد هذا كله ماذا يرجو السوريون من نظام هدم أماكن العبادة فوق رؤوسهم؟!
faya11@maktoob.com