تقنية الإنترنت وعالم (قوقل) حضارة إعلامية جديدة برزت في أواخر القرن العشرين وبدأت تتطور وتتيح قنوات تواصل عبر شبكة عالمية بلا حدود، وأصبح عالم الكرة الأرضية يشاهد ويقرأ ويسمع الخبر والمعلومة في كل مكان وأصبحت الصحافة الإلكترونية جبهة منافسة للصحافة الورقية... لذا شهدنا ميلاد منتديات محلية في المناطق والمحافظات وهي مواقع رسمية سهلت عملية التفاعل والتواصل بين أبناء الوطن.
منتديات الرس اكس بي بمحافظة الرس واحدة من هذه المنتديات التي أصبحت تمثِّل (صحيفة يومية إخبارية محلية) عنكبوتية، بل تمثّل وجبةً إعلاميةً يوميةً لا غنى عنها، وأصبحت متنفساً لطرح الرؤى والأفكار وسهّلت لغة الحوار والحراك وساهمت في الإبداع الفكري. وهي في رأيي «منبر بلا خطيب» ولكن الكل يخطب ويتحدث ويصنع فكرة وينقل خبراً عاجلاً، ومن خلال هذا المنتدى المبارك يتم تعزيز بعض القيم المثالية وإطفاء السلوك غير المرغوب فيه... ناهيك عن أنه أصبح عيناً «ساهرة» للمحافظة يرصد كل ظاهرة غير مرغوب فيها وكل حدث سيئ وإنجاز ضعيف، ويقدّم الحلول المناسبة، إضافة كل حدث جميل وفرح ممتع ولقاء مبارك ويتفاعل معه بالإيجاب.
لقد انطلق هذا المنتدى في سياسة ونهج جميل فهو يبارك كل أعمال الخير ويدعم الخدمات الاجتماعية والثقافية، وكان له بصمة في الإبداع الأدبي والرصد التاريخي.
لن أتطرق إلى نجاحه الإعلاني لأنه ليس هنا مقامه ولكن أشير إلى أن إدارة المنتدى كان لها حضور مشرّف في الأيام والمهرجانات الوطنية والمناسبات الغالية كما هو الحال في رسم الفرحة بسلامة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، إلى جانب أنها تقف دائماً مع جميع الحملات الخيرية التي تدعو إليها قيادتنا الرشيدة... وقد وجدت هذه الإدارة دعماً معنوياً كبيراً من إمارة المنطقة بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل اللذين يقفان وراء كل إنجاز حضاري وإعلامي لهذه المنطقة الغالية.
إن صفحات المنتدى اليومية بأنواعها واختلاف توجهاتها وأهدافها هي زهور جميلة تفوح منها رائحة ثقافية وأدبية واجتماعية ورياضية... وأصبحت متنفساً لكثير من الشباب المتعطّش للاطلاع عليها والمشاركة والتعبير والحوار... وجعل هذا المنتدى الشباب يبتعد عن أحادية الرأي ويعرف ثقافة الاختلاف واحترام الرأي الآخر. ولكن من خلال متابعتي أحياناً هناك ملاحظة أرجو أن تزول وهي «التشنّج» بلغة الكلام في حالة الردود والخروج عن أدب الحوار والتداخل مع الآخر والالتقاء حول لغة «ساقطة» تحمل معها طابع الطعن في الآخر وتخدش جمال الموقع وهي ليست ظاهرة، بل طارئة ونادرة الحدوث.
وعوداً إلى مآثر هذا المنتدى فقد كان له مساهمة في حفظ تاريخ وتراث المحافظة وعرضه في قالب جميل للجيل الجديد، أما تغطياته لمجال التربية والتعليم فكان حاضراً بقوة وأضاف بعداً آخر في المنافسة على عرض كل ما هو جميل من خلال قربه وحضوره لفعاليات المدارس والكليات ونقل بواقعية وبالصوت والصورة لولي الأمر واقع المدارس وأنشطتها وأصبح همزة وصل بين البيت والمدرسة... كما كان لهذا المنتدى بصمة خيرية واجتماعية من خلال رعايته للمهرجانات الخيرية وإفطار الصائمين وزيارة المرضى ومواساتهم.
أما المخيم الدائم الذي أقامه أعضاء المنتدى في طريق الجنوب «بجوار القشيع» فقد كان ملتقى الأحبة ضيوف المنتدى وزواره إلى جانب أعضائه والمشرفين عليه وتبادل وجهات النظر الرؤى والأفكار والإبداع... بل أصبح هذا المخيم رمزاً للكرم والضيافة العربية.
وفي الختام أشكر كل جهد يُبذل وكل إبداع يُعرض، وأرجو للمسؤولين عن هذا الصرح الإعلامي التوفيق والسداد فهو حقاً منتدى يحاول الوصول إلى مرحلة الكمال والمنافسة بدرجة الجودة وجدير بنا أن نطلق عليه المنتدى (الذهبي) فئة خمسة نجوم.
