بعض المولعين بالإطالة يظن أن الشاعر الذي لا يطيل القصيدة شاعر فاشل مع أن الفشل الحقيقي هو في عدم القدرة على الاختصار. والدليل على أن الإطالة في الغالب ليست الأفضل أنك تقرأ أو تسمع قصيدة يمهد قائلها إلى المعنى الذي يريد الوصول إليه بعدد من الأبيات خوفاً من أن يقال: إن (نفسه قصير)!! ولو دققت في قصيدته التي ربما تجاوزت الخمسين أو المائة بيت لم تجد ما يستحق أن يطلق عليه شعراً سوى القليل.
ومما تعاني منه أغلب القصائد عدم الوحدة والاتساق والتجانس وكأني بأبيات تلك القصائد مجرد حاشية عديمة الأهمية والنفع والتأثير وأنها مجرد عالة على العدد القليل من أعيان الأبيات الرائعة في النص، ولكنني لست مع الاختصار على إطلاقه أو ضد الإطالة على إطلاقها إذا تحقق الهدف المنشود من الإبداع.
وقفة
وإن أصدق بيت أنت قائله
بيتٌ يقال إذا أنشدته صدقا
fm3456@hotmail.com