الجزيرة - بنان المويلحي

أمام سيل من الانتقادات تعرض له صندوق الموارد البشرية «هدف» بسبب رفع المدارس الأهلية رسومها على خلفية قرار زيادة رواتب السعوديين والسعوديات، دافع المتحدث الرسمي باسم «هدف» سلطان بن محمد السريّع بأن قيام المدارس الأهلية برفع رسومها أمر لا يحكمه الصندوق، ولا يتدخل فيه، ولا نرى علاقة بينه وبين دعم الصندوق لرواتب المعلمين والمعلمات الذين يعملون حالياً في تلك المدارس. وأضاف: أما إذا كان السبب هو ربط تلك المدارس لما ورد في الأمر الملكي الكريم القاضي برفع رواتب المعلمين والمعلمات ودعمها من الصندوق فالمرجو قراءة الأمر الملكي الكريم بعناية ليتبين للجميع أن دعم الصندوق يأتي كمرحلة لاحقة لقيام وزارة العمل برفع الرسوم وتحصيلها أولاً.

وكانت بعض من المدارس الأهلية قد لجأت إلى زيادة رسومها استباقاً لتنفيذ القرار القاضي بزيادة رواتب المعلمين إلى حد أدنى 5000 ريال مضافاً إليه 600 ريال بدل نقل، الأمر الذي أرهق المواطنين في ظل ارتفاع أسعار معظم السلع والخدمات وقال نائب رئيس لجنة التعليم الأهلي بغرفة الرياض عبدالله المالك لـ»الجزيرة»: زيادة المدارس الأهلية لرسومها باعتباره جزءاً من ارتفاع تكاليف أكثر الخدمات، سواء الخدمات التعليمية أو الصحية، وأضاف: بعض المدارس الأهلية اتجهت نحو زيادة الرسوم مع العمل على رفع مستوى الجودة على اعتبار أن التعليم الأهلي في المملكة قد ارتفع مستواه من حيث المباني والتجهيزات وبالتالي أصبحت هناك منافسة بين المدارس في تقديم الأفضل لذا أعتقد أن هناك على الأقل نسبة محدودة من الزيادة توجه لرفع مستوى الخدمات مع ارتفاع مستوى التكاليف. وتابع: أما عن قرار زيادة رواتب العاملين والعاملات في المدارس الأهلية وإن كان صندوق الموارد البشرية سيخفف العبء على المدارس الأهلية إلا أن الإشكالية تكمن في أنه ليست جميع المدارس الأهلية تدخل في نطاق خدمة صندوق الموارد، وبالتالي من الطبيعي أن تزيد المدارس من رسومها حتى تستطيع تغطية تكاليف الرواتب المرتفعة في ظل عدم تقديم صندوق الموارد المساعدة لها، واقترح المالك أن يساهم الصندوق بشكل فعّال ومتعاون لتسهيل إجراءات فتح الملفات للمدارس الأهلية بحيث تكون هناك مرونة لاستقبال طلبات المدارس الأهلية حتى تستطيع المدارس تفعيل القرار، وبهذه الحالة يمكن للصندوق أن يحاسب المدارس في حالة عدم تفعيل قرار زيادة الرواتب، وبذلك تنخفض الرسوم لأن الرواتب تشغل الجزء الأكبر من تكاليف المدارس تليها الإيجارات أو المباني. من جانبه يقول مدير مدراس ابن خلدون الأهلية مساعد الصيخان: للأسف ارتفعت رسوم المدارس دون أن يطبق قرار زيادة رواتب المعلمين والمعلمات، وأعتقد أن تبرير ملاك المدارس لزيادة الرسوم هو ارتفاع تكاليف المعلمين من ذوي الكفاءة عن السابق. وأضاف: زيادة الرسوم ستكبد المواطن تكاليف إضافية في ظل ارتفاع أسعار أغلب السلع والخدمات كما أن كثيراً من العائلات لديها أكثر من طالب وبالتالي تصبح المشكلة أكبر، وأبان أن الحل هو أن يقوم صندوق الموارد البشرية بدعم المدارس الأهلية حتى تحل هذه الإشكالية وتنخفض الرسوم. من جهته يقول المعلم عامر أحمد: ما زالت رواتبنا ضعيفة جداً لا تكاد تغطي نصفحتياجاتنا الشهرية، ولا أعلم سبب تأخير تنفيذ القرار الملكي بزيادة الرواتب، ولكن أتمنى أن تحل هذه المشكلة بأسرع وقت حتى نتمكن من مجابهة ارتفاع الأسعار الحاصل في معظم السلع والخدمات. من جهة أخرى يقول المواطن مشعل عبدالرحمن: لدي ثلاثة أبناء جميعهم يدرسون في مدارس أهلية وقد زادت الرسوم 1000 ريال ولا نعلم إلى من نرفع شكوانا، فقد ذهبت بنفسي إلى صاحب المدرسة ولكن دون جدوى، وأتمنى أن يتم مراقبة المدارس الأهلية ومنعها من زيادة أرباحها على حساب المواطنين.