المترفون يدخلون قائمة الأرقام القياسية بأفراحهم الباذخة، وثرائهم المفرط... ووجاهتهم المخملية...
ويدخلونها بإمكاناتهم... وبأعداد مَنْ شهدوا وشاهدوا هذا الترف...
البائسون لا يدخلونها، مع أنهم يتفوقون ببؤسهم على كل الأرقام القياسية في الفقر، والجهل, والموت، والمرض...
ومنهم المسحوقون، من ضحايا، في المشاهد الدموية على الأرض...
من يؤكد تفوق المقتولين، والمسجونين، والمرضى، والمشردين، والفقراء، والمسحوقين بين رحى تقلبات الطبيعة، وجرائم الحروب، وشتات النوايا، وأغبرة السياسة، وصدام الديانات، وتقلبات المعتقدات... وموازين الاستهلاك والمال، والتجارة... وفروقات المجتمعات، وتصنيفات الطبقات بين الناس في كل العالم...؟
ليس على مستوى الطرافة ولا الخرافة، بل على مستويات إنسانية بالغة...
الأرض على كفين يلتهبان ناراً ودماء...
الواجهات لا تقول كل شيء...
ولا تعكس الخفايا...
لكن الأرقام القياسية لضحايا التجارب...
والثورات...
والاستعمار... بأنواعه...
وموتى الثورات والحروب...
وبؤساء الأرض في الراهن المصقول من الخارج في واجهة الحياة...
الكئيب الداكن من الداخل في حقيقة الواقع...
ألا يجعلها تستحق دخول قائمة الأرقام القياسية... ليس في كم عدد المشاهدين لها، بل زد إليها عدد الذين يشعرون بها... بهذه القوائم التي تئن جروحاً، وهمًّا، وألماً، وفقداً، وخسارة، وحاجة...؟
إن موازنة بين عدد من شاهد الزفاف الملكي البريطاني المترف، فهيؤوه لدخول قائمة الأرقام القياسية... ستجعل الكفة تميل كثيراً، عند المقارنة، بعدد قوائم الشاهدين والمشاهدين للنقيض من أعداد ما فوق القياس, وقدراته من بؤساء العالم ومسحوقيه... الذين شغلت بهم شاشات العرض، ولاقطات التصوير... فهم يتصدرون أي عدد...