تابعت ردود الأفعال من بعض الفلكيين لـ(الجزيرة) وتشكيكهم في دخول شهر شوال وأقول: قال الله سبحانه وتعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ} وإكمال عدة رمضان برؤيته كما ثبت في الحديث الصحيح (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته) وفي الحديث الصحيح: (صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون)، وبما أنه قد ثبتت رؤية هلال شوال مساء يوم الاثنين ليلة الثلاثاء برؤية الشهود العدول في عدد من المناطق وعلى رأس هؤلاء الفلكي الخبير عبد الله بن محمد الخضيري الذي ثبتت تزكيته لدى عدد من القضاة على مر السنين، وحيث تم اعتماد هذه الرؤية من المحكمة العليا بالمملكة وصادقَ على ذلك ولي الأمر حسب بيان الديوان الملكي، وحيث ثبتت رؤية الهلال كذلك في عدد من الدول، فلهذا كله يكون يوم الثلاثاء هو يوم عيد الفطر لعام 1432هـ، ونظراً لقيام بعض الفلكيين بدعوى عدم إمكان رؤية الهلال مساء يوم الاثنين 29 رمضان (مع مخالفة بعض الفلكيين لهم بإمكان رؤيته دون استحالة)، فقد ارتكب هؤلاء النافون «جرماً» عظيماً لتشكيكهم المسلمين في عبادتهم بعد ثبوت رؤيته وإعلان ذلك من الجهات المسؤولة، ولما ترتب على تكذيبهم لهذه الرؤية من إثارة البلبلة والخلاف والشقاق في الأمة، والطعن في الثقاة العدول الذين سلكوا المسلك الشرعي في إثبات دخول الشهر، لهذا كله فلا يُلتفت إلى هذا التشكيك والإرجاف والبلبلة، وكان الواجب على هؤلاء الفلكيين أن يسلكوا المسلك الشرعي في بيان وجهة نظرهم لدى جهات الاختصاص، دون تشكيك الناس في عبادتهم، وحيث سلكوا مسلك التشكيك وإثارة الفتن والبلبلة فيجب إحالتهم إلى المحكمة الشرعية حماية لدين المسلمين وعبادتهم واجتماع كلمتهم.
كما أنني أنبه إلى خطأ وقع فيه بعض الناس بإشاعة هذا التشكيك وترويجه بوسائل الإعلام المختلفة، وهذا مسلك خاطئ حذَّر الله منه بقوله: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}، فيحرم إشاعة ذلك، قبل الرجوع إلى العلماء في مثل هذه الحوادث والمستجدات، فمما أهلك بني إسرائيل اختلافهم على أنبيائهم، والخلاف شر كما قال ابن مسعود رضي الله عنه، وقد يقول الإنسان كلمة من غضب الله لا يلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً، كما ثبت في الحديث الصحيح.
أسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا، ويكفي شر الأمة من مثيري الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ على بلادنا وبلاد المسلمين دينها ووحدة كلمتها وأمنها.
ناصر بن سليمان العمر - الأمين العام لرابطة علماء المسلمين