اليوم هو الأول من برج الميزان الموافق بتاريخه العظيم علينا كسعوديين جميعًا 23 سبتمبر 2011 والمرتبط بذكرى اليوم الوطني للسعودية من تاريخ 1932م، ذكرى التأسيس والوحدة للمملكة العربية السعودية التي امتدت الآن إلى 81 عاماً.
وفي هذا اليوم ترتفع درجة المشاعر الوطنية أكثر كما هي في أي دولة تحتفل بمناسبة وطنية غالية عليها، وذلك احتفالاً وفرحة بتاريخ البلد ومسيرته الوطنية بتطوراته المختلفة..
ومن خلال الاحتفالية بالمشاعر الوطنية تتضح أمامنا صور عديدة معبرة لنوعية وحجم الحب الوطني بداخل كل منا، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أطال الله في عمره- كان الباب مفتوحاً للاحتفال بهذا اليوم التاريخي لكل سعودي، والفرصة عظيمة للتعبير عن مكانة هذا اليوم بين أيام السنة، وأن الإجازة التي منحتها حكومتنا الرشيدة للقطاعات الحكومية والخاصة لها هدفها التاريخي ولم تكن من فراغ! لذلك يبرز هنا دور المواطن تجاه هذه المناسبة التاريخية الهامة في التاريخ السعودي، والذي يبدأ من داخله بمختلف مشاعره سواء كانت ممزوجة بالرضى عن الوضع الذي يعيشه كمواطن أو العكس! فكيف إذن تتجلى تلك المشاعر في هذه المناسبة الوطنية الغالية علينا جميعاً؟
في هذا اليوم بالذات لابد أن يدرك كل مواطن سعودي بأن الكمال لوجه الله سبحانه وتعالى، وأن الرضى التام غاية لا تُدرك فيما يتعلق بمتطلبات المواطنين في جميع الخدمات الحياتية، ومن الاستحالة أن أغلب الدول تعيش الرضى التام من جميع النواحي! لذلك لابد من خلال الاحتفال بهذا اليوم أن ندرك جميعاً بأن الوطن له حقوقه التي يطالبنا بها وينتظرها منا بكل صبر وإخلاص، كما اعتدنا أن نطالب نحن كمواطنين بحقوقنا لو تأخر تحقيقها! ولكن الفرق بين المطالبتين بأن الوطن يركز بمطالبه على الروح الوطنية المخلصة الدائمة للأبد، وعلى ثبات المواقف الوطنية، واستقرارها تجاهه سواء داخلياً أو خارجياً! بخلاف المواطن الذي تتأثر مطالبه بالإشباع المادي الذي لا يستقر له حال! ولهذا ينبغي أن نسعى لتعديله من خلال مناسبة هذا اليوم العظيم في سجلنا الوطني.
وهذا التعديل سيحدث عندما نشعر بجميع جوارحنا قيمة نعمة الأمن والأمان التي يتميز بها وطننا عن كثير من الأوطان، وعندما ندرك بأن وجود كثير من الجنسيات على أرض وطننا لم ولن يكون ضدنا إذا استفدنا من خبراتهم وعقولهم لصالح بناء الوطن وليس لاستغلال خيراته! وكذلك عندما أصدر ملك هذه البلاد موافقته على إنشاء مكافحة للفساد بأنواعه خلال هذا العام، فإن ذلك بهدف حماية الوطن والمواطن من العقول والنفوس التي لم تراع الله في الأمانة التي كلفت بها، وأن الواجب الوطني علينا جميعاً ليس بالهتافات أو برفع الأعلام والتسابق بالسيارات في الشوارع! أو إحداث الضجيج والفوضى وترويع الآمنين على أرض الوطن، ولبس الزي الوطني ليوم واحد فقط! بل الواجب هو «الثبات والمصداقية» في المشاعر الوطنية المعطاء بدون مقابل أو شروط! وكل عام وبلادنا في استقرار وأمان تحت ظل رعاية وحب والدنا -حفظه الله- الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده -شفاه الله- وحكومته في مختلف مناطق مملكتنا حفظها الله من غدر الأيدي الآثمة.
moudy_z@hotmail.com